spot_img

ذات صلة

جمع

الصواريخ الباليستية وغير الباليستية: دليل شامل للمفاهيم والفروق الفنية والتقنية

في عالم التسلح الحديث، تحتل الصواريخ مكانة محورية في...

إعلان عطاء: مستشار الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي – قطاع غزة

تعلن منظمة العمل ضد الجوع (Action Against Hunger) عن حاجتها إلى مستشار...

مقتل 231 صحفيًا في غزة: حصيلة مأساوية واستهداف ممنهج للإعلام

منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر...

وظيفة شاغرة.. منسق/ة الأمن الغذائي وسبل العيش – عدن، اليمن

تعلن جمعية Solidarités International عن حاجتها إلى منسق/ة الأمن الغذائي وسبل العيش المتمرس/ة...

مقتل 231 صحفيًا في غزة: حصيلة مأساوية واستهداف ممنهج للإعلام

منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وثّقت تقارير رسمية مقتل 231 صحفيًا فلسطينيًا، فيما يُعد أعلى حصيلة لضحايا الصحافة في نزاع واحد في التاريخ الحديث. هذه الأرقام، التي أعلن عنها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تكشف عن استهداف ممنهج للصحفيين، وصفه خبراء الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية بأنه خرق صارخ للقوانين الدولية. في هذا المقال، نستعرض أبعاد هذه الجرائم، بما في ذلك استهداف الصحفيين وعائلاتهم، تدمير المؤسسات الإعلامية، والتبعات المهنية والإنسانية، مع تسليط الضوء على ردود الفعل الدولية.

استهداف الصحفيين: نمط ممنهج

وفقًا لتقارير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفع عدد الصحفيين الذين قُتلوا إلى 231 حتى يوليو 2025، معظمهم خلال غارات جوية إسرائيلية استهدفت منازلهم، مكاتب إعلامية، أو أثناء أدائهم لمهامهم الصحفية وهم يرتدون السترات المميزة بعلامة “صحافة”. لجنة حماية الصحفيين (CPJ) وثّقت مقتل 178 صحفيًا، منهم 176 فلسطينيًا و2 إسرائيليين، حتى يونيو 2025، بينما سجل الاتحاد الدولي للصحفيين 174 حالة وفاة. هذه الأرقام تجعل الحرب في غزة الأكثر دموية للصحفيين منذ عام 1992.

جدول أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في غزة

الاسم

الوسيلة الإعلامية

تاريخ الوفاة

تفاصيل الحادثة

وائل الدحدوح

قناة الجزيرة

– (أصيب وفقد عائلته)

فقد زوجته، ابنه، ابنته، وحفيده في قصف منزل عائلته، ثم أصيب في هجوم بطائرة مسيرة.

إسماعيل الغول

قناة الجزيرة

يوليو 2024

قُتل في قصف متعمد قرب منزل إسماعيل هنية بمخيم الشاطئ.

تامر الزعانين

مصور صحفي مستقل

يوليو 2025

قُتل في غارة جوية، عمل مع عدة وسائل إعلامية.

ولاء الجعبري

محررة صحفية

يوليو 2025

قُتلت مع أبنائها الخمسة في قصف منزلها.

محمد أبو حطب

التلفزيون الفلسطيني

نوفمبر 2023

قُتل مع 11 فردًا من عائلته في قصف إسرائيلي على خان يونس.

دعاء شرف

صحفية

أكتوبر 2023

قُتلت مع طفلها في قصف منزلها بمنطقة الزوايدة.

أحمد بكر اللوح

قناة الجزيرة

ديسمبر 2024

قُتل أثناء تغطية عمليات الدفاع المدني في مخيم النصيرات، مرتديًا الزي الصحفي.

مجد فضل عرندس

صحفي

نوفمبر 2023

قُتل في غارة جوية على مخيم الصيرات.

مزاعم الانتماء للمقاومة

السلطات الإسرائيلية زعمت أن بعض الصحفيين الذين قُتلوا في غزة كانوا مرتبطين بحركات المقاومة الفلسطينية، مثل حماس أو الجهاد الإسلامي. على سبيل المثال، زُعم أن صحفيين مثل إسماعيل الغول كانوا ينتمون إلى فصائل مقاومة، لكن هذه الادعاءات لم تُدعم بأدلة موثوقة أو تحقيقات مستقلة. منظمات مثل لجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود رفضت هذه المزاعم، مؤكدة أن الصحفيين مدنيون بموجب القانون الدولي، وأن مثل هذه الادعاءات تُستخدم لتبرير الاستهداف المتعمد.

خرق اتفاقيات حماية الصحفيين

القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك المادة 79 من البروتوكول الأول الإضافي لاتفاقيات جنيف لعام 1949، ينص على أن الصحفيين الذين يعملون في مناطق النزاع المسلح يُعتبرون مدنيين ويجب حمايتهم، شريطة عدم مشاركتهم في الأعمال العدائية. كما يُدين قرار مجلس الأمن 1738 الهجمات المتعمدة ضد الصحفيين. ومع ذلك، وثّقت منظمات حقوقية، مثل مراسلون بلا حدود، استهداف صحفيين يرتدون السترات الصحفية المميزة، مثل أحمد بكر اللوح، مما يُشير إلى تعمد واضح. هذه الانتهاكات تُعتبر جرائم حرب بموجب القانون الدولي.

استهداف العائلات وخرق حصانة المقرات

لم تقتصر الانتهاكات على الصحفيين أنفسهم، بل امتدت إلى عائلاتهم ومقراتهم الإعلامية. وثّق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان مقتل 72 صحفيًا مع عائلاتهم في قصف منازلهم أو أماكن نزوحهم. على سبيل المثال:

🟥 وائل الدحدوح: فقد زوجته، ابنه، ابنته، وحفيده في قصف منزل عائلته.

🟥 محمد أبو حطب: قُتل مع 11 فردًا من عائلته في قصف بمدينة خان يونس.كما دُمرت 143 مؤسسة إعلامية، بما في ذلك مكاتب قناة الجزيرة، وكالة الأنباء الفرنسية، وصحيفة الأيام، ووكالة معا. هذا التدمير المتعمد يُعد خرقًا لحصانة المقرات الإعلامية، التي تُعتبر محمية بموجب القانون الدولي.

من جنازة كوكبة من الصحفيين الذين ارتقوا في غزة
من جنازة كوكبة من الصحفيين الذين ارتقوا في غزة

تبعات المأساة المهنية والإنسانية

🟥 مهنيًا: استهداف الصحفيين يهدف إلى طمس الحقيقة ومنع توثيق الانتهاكات. الصحفيون الناجون يعملون في ظروف قاسية، بدون كهرباء، إنترنت، أو أماكن آمنة. العديد منهم نزحوا من منازلهم ويعملون في ساحات المستشفيات أو مراكز الإيواء.

🟥 إنسانيًا: الصحفيون يعانون من صدمات نفسية جراء فقدان زملائهم وعائلاتهم، مع تهديدات مستمرة بحياتهم. على سبيل المثال، أمال عرندس، والدة الصحفي مجد فضل عرندس، عبرت عن حزنها العميق عبر منشور على فيسبوك بعد مقتله.

🟥 إفلات من العقاب: غياب التحقيقات المستقلة يعزز ثقافة الإفلات من العقاب، مما يُضعف حرية الصحافة ويُعرض الصحفيين لمخاطر متزايدة.

استهداف المؤسسات الإعلامية

دمرت القوات الإسرائيلية أكثر من 143 مؤسسة إعلامية في غزة، بما في ذلك:

🟥 مكاتب قناة الجزيرة ووكالة الأنباء الفرنسية في برج الغفري.

🟥 مقرات إذاعات محلية وفضائيات مثل قناة الأقصى ووكالة شهاب.

🟥 أبراج بث ومكاتب خدمات إعلامية.هذا التدمير أدى إلى توقف 24 إذاعة عن البث بسبب نقص الطاقة، مما أعاق قدرة الصحفيين على نقل الأحداث.

ردود الفعل الدولية

🟥 الأمم المتحدة: وصف خبراء الأمم المتحدة الهجمات على الصحفيين بأنها “نمط فتاك” و”انتهاك فاضح” للقانون الدولي، داعين إلى تحقيقات مستقلة.

🟥 مراسلون بلا حدود: نظمت وقفات احتجاجية في 10 دول للمطالبة بحماية الصحفيين الفلسطينيين، محذرة من أن استمرار الاستهداف يهدد الحق في المعلومات الحرة.

🟥 لجنة حماية الصحفيين: أكدت أن الصحفيين مدنيون ويجب حمايتهم، مشيرة إلى أن التحقيقات الإسرائيلية “تشبه الصندوق الأسود” بسبب طولها وسريتها.

🟥 نقابة الصحفيين الفلسطينيين: أدانت الجرائم ضد الصحفيين، معتبرة تصريحات إسرائيل حول عدم التعمد دليلاً على الشراكة في الجريمة.

🟥 المطالبات القانونية: دعا المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في جرائم قتل الصحفيين، مع التركيز على بروتوكول مينيسوتا للتحقيق في الوفيات غير المشروعة.

استهداف الصحفيين في غزة ليس مجرد انتهاك لحقوق الإنسان، بل محاولة متعمدة لطمس الحقيقة وإسكات صوت الفلسطينيين. الخسائر البشرية والمهنية هائلة، والإفلات من العقاب يُفاقم الأزمة. يجب على المجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل لمحاسبة المسؤولين وحماية الصحفيين، لضمان استمرار دورهم الحيوي في توثيق الحقيقة وكشف الانتهاكات.

فريق التحرير

منصة مستقلة من صحفيين في غزة وسوريا، تنقل الحقيقة كما هي، وتُظهر زوايا مغفلة من قلب الحدث. نرفض التبعية والتضليل، ونلتزم بمهنية تضع المتابع أمام صورة الواقع بلا تجميل ولا انحياز

spot_imgspot_img