spot_img

ذات صلة

جمع

إيزاك .. حلم الأنفيلد الكبير

حكاية المهاجم اللامع أليكساندر إيزاك، الذي يبدو وكأنه ضوء...

وظائف شاغرة: إنسانية وإغاثية مع الصليب الأحمر الدولي – السودان

تعلن اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) عن توفر فرص...

روايات السجون العربية: كيف غيرت وجه الثقافة العربية؟

في عالم الأدب، يبرز أدب السجون كواحد من أكثر...

هل لقمة في بطن جائع فعلاً أولى من بناء جامع؟

في عالم يعج بالجدالات الفكرية والاجتماعية، تبرز مقولة "لقمة...

رحلة الجحيم إلى زكيم: شهادة حية تكشف معاناة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة

في أعماق غزة، حيث يتحول الجوع إلى وحش يلتهم الأرواح، يروي محمد المصري، مواطن فلسطيني من القطاع المحاصر، قصة رحلة يومية تحولت إلى كابوس يومي. تحت وطأة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 58,573 فلسطينياً وإصابة 139,607 آخرين حتى يوليو 2025، حسب تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أصبحت عملية الحصول على المساعدات الإنسانية عبر معبر زكيم مسرحاً للموت واليأس.

هذه الشهادة ليست مجرد سرد شخصي، بل صرخة تعكس واقعاً إنسانياً يُصنف ككارثة عالمية، حيث يواجه أكثر من 470,000 فلسطيني مجاعة قاهرة (المرحلة الخامسة من تصنيف الغذاء المتكامل – IPC)، وفقاً لتقرير برنامج الغذاء العالمي (WFP) في يوليو 2025.

في هذا التقرير الصحفي، نستعرض تفاصيل الرحلة المأساوية كما رواها محمد، مقترنة بشهادات الصحف العالمية وإحصائيات حديثة تكشف عمق المجاعة التي تفتك بغزة، مع التركيز على التحديات المتعلقة بتوزيع المساعدات عبر طريق زكيم.

بداية الرحلة: الجوع يدفع إلى المجهول

يبدأ محمد روايته بوصف الظروف التي دفعته للخروج: “بعد انقطاع أسرتي والغلاء الفاحش كباقي الشعب، قررت أن أخوض التجربة”. هذا الوصف يعكس واقعاً يعيشه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، حيث أدى الحصار الإسرائيلي إلى انهيار الاقتصاد المحلي وارتفاع أسعار الغذاء بنسبة تصل إلى 300% في بعض السلع الأساسية، كما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في تقريرها لشهر يوليو 2025. وصل محمد إلى المكان حوالي السادسة مساءً، ليجد “ازدحاماً وسيلاً من البشر يمتد من أقصى الشمال حتى حاجز الاحتلال”. هذا الازدحام ليس جديداً؛ ففي تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية في 22 يوليو 2025، وصفت المشاهد المماثلة بأنها “معارك يومية على الطعام”، حيث يتجمع عشرات الآلاف يومياً أمام شاحنات المساعدات القليلة التي تتمكن من العبور عبر زكيم، الطريق الوحيد الذي سمحت إسرائيل باستخدامه لإدخال بعض المساعدات بعد شهور من الحظر الكامل.

مع غروب الشمس، يتحول المشهد إلى كابوس: “بدأ إطلاق نار عشوائي، فأخذ الجميع سواتر”. محمد يصف كيف احتمى خلف جدار، بينما اختبأ آخرون في بيوت مهدمة أو حفر رملية. هذه المشاهد تتكرر يومياً، كما أكدت منظمة “أطباء بلا حدود” في بيانها بتاريخ 20 يوليو 2025، حيث سجلت مقتل أكثر من 1,000 فلسطيني منذ مايو 2025 أثناء محاولتهم الوصول إلى شاحنات المساعدات، معظمهم في محيط زكيم. الصحيفة الأمريكية “نيويورك تايمز” وصفت في تقريرها بتاريخ 21 يوليو 2025 هذه الحوادث بأنها “مذابح المساعدات”، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية غالباً ما تطلق النار كـ”إجراء تحذيري”، مما يؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين غير مسلحين.

لحظة الانهيار: “كأنه يوم القيامة”

مع حلول السابعة مساءً، يصف محمد الصرخة التي دوت: “دخلووو… هجوم كأنه يوم القيامة”. اندفع الجميع نحو الشاحنات، لكن الفوضى سادت: “من يقع يُداس بالأقدام”. هذا الوصف يتطابق مع تقارير منظمة الصحة العالمية (WHO) التي سجلت في يوليو 2025 أكثر من 500 إصابة يومية ناتجة عن الازدحام والعنف أثناء توزيع المساعدات عبر زكيم. وفقاً لإحصائيات برنامج الغذاء العالمي (WFP)، يدخل إلى غزة يومياً أقل من 30 شاحنة مساعدات، مقارنة بـ500-600 شاحنة كانت تدخل قبل الحرب في أكتوبر 2023، مما يعني أن نسبة تلبية الاحتياجات الغذائية لا تتجاوز 10%، حسب تقرير WFP بتاريخ 25 يوليو 2025.

محمد يروي مشاهد مروعة: “شخص مطعون بسكين في بطنه يحمل كيس طحين صغير، وآخر يحاول انتزاعه بسكين كبيرة”. هذه الصورة تعكس تفاقم المجاعة، حيث أفادت منظمة “أوكسفام” في تقريرها بتاريخ 24 يوليو 2025 أن أكثر من 470,000 فلسطيني يواجهون “مجاعة كارثية” (المرحلة 5 من تصنيف IPC)، مع تسجيل وفيات يومية بسبب الجوع، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل. صحيفة “واشنطن بوست” وصفت في مقالها بتاريخ 23 يوليو 2025 هذه المنافسة الدامية على الطعام بأنها “نتيجة مباشرة للحصار الإسرائيلي”، الذي قلص تدفق المساعدات إلى أدنى مستوياته، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 300-500% في الأسواق السوداء.

في هذا السياق، أصبح طريق زكيم – الذي سمحت إسرائيل بفتحه جزئياً في مايو 2025 بعد شهور من الحظر الكامل – نقطة ساخنة للعنف. تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في 16 يوليو 2025 يفيد بأن أكثر من 1,000 فلسطيني قتلوا منذ مايو أثناء محاولتهم الوصول إلى شاحنات المساعدات عبر زكيم، معظم الوفيات ناتجة عن إطلاق النار الإسرائيلي أو الازدحام الذي يؤدي إلى حوادث دهس. منظمة “أطباء بلا حدود” أكدت في بيانها بتاريخ 22 يوليو 2025 أن “المجاعة أصبحت واقعاً يومياً”، مع تسجيل 90,000 حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال والنساء، ووفيات يومية تصل إلى 15 حالة، بما في ذلك أطفال رضع لا يتجاوز عمرهم أسابيع.

قصص الخذلان: بين السكاكين والدبابات

يتابع محمد وصف المشاهد المأساوية: “شاهدت شخصاً يداه تنزف جرحاً قطعياً يبلغ 5 سم، وشاحنات تتقدم محملة بجثث الشهداء والمصابين”. هذه الروايات ليست فردية؛ فصحيفة “نيويورك تايمز” نشرت تحقيقاً في 20 يوليو 2025 يفيد بأن أكثر من 94 فلسطينياً قتلوا في يوم واحد أثناء محاولتهم الوصول إلى مساعدات عبر زكيم، معظم الوفيات ناتجة عن إطلاق نار إسرائيلي أو دهس في الزحام. التقرير يقتبس شهادات مشابهة لمحمد، حيث يروي ناجون كيف تحولت الشاحنات إلى “مصائد موت” بسبب نقص التنسيق الأمني والقيود الإسرائيلية على حركة المساعدات.

من بين القصص المؤلمة التي يرويها محمد: شاب يبكي قهراً بعد أن سرق منه كيس رز بقيمة 5 شيكل – كل ما يملك – على يد مجموعة مسلحة بسكاكين، وزوج أخته الذي تعرض للضرب والتهديد ليفقد كيس طحين كان يحمله. هذه الحوادث تعكس انهيار النظام الاجتماعي تحت وطأة الجوع، حيث أفادت منظمة الصحة العالمية (WHO) في تقريرها بتاريخ 24 يوليو 2025 أن 21 طفلاً توفوا بسبب الجوع في أسبوع واحد، مع ارتفاع حالات الوفيات بنسبة 200% مقارنة بالأشهر السابقة. “سي إن إن” وصفت في تقريرها بتاريخ 23 يوليو 2025 هذه الظاهرة بأنها “حرب على الجوع”، مشيرة إلى أن إسرائيل تسمح بدخول أقل من 30 شاحنة يومياً عبر زكيم، بينما يحتاج القطاع إلى 600 شاحنة لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية، وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي.

الإحصائيات تكشف عمق الكارثة: حسب تقرير IPC (تصنيف الغذاء المتكامل) في يوليو 2025، يعاني 90% من سكان غزة من نقص غذائي حاد، مع 470,000 شخص في مرحلة “المجاعة الكارثية”، وأكثر من 90,000 طفل وامرأة بحاجة ماسة إلى علاج سوء التغذية. منظمة “أوكسفام” أكدت أن “الجوع يُستخدم كسلاح”، مع تسجيل وفيات يومية تصل إلى 15 حالة، بما في ذلك رضع لا يتجاوز عمرهم أسابيع، كما حدث مع رضيع يبلغ من العمر ستة أسابيع توفي بسبب نقص اللبن الاصطناعي، الذي يصل سعره إلى 100 دولار للعبوة في السوق السوداء.

الصحف العالمية تكشف الوجه الآخر: “مذابح المساعدات” و”حرب على الجوع”

الصحف العالمية لم تتجاهل هذه المأساة. “الغارديان” وصفت في تقريرها بتاريخ 22 يوليو 2025 حوادث زكيم بأنها “معارك يومية على الطعام”، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على حشود جائعة، مما أدى إلى مقتل 81 شخصاً في يوم واحد قرب بيت لاهيا. “نيويورك تايمز” أجرت تحقيقاً ميدانياً في 21 يوليو 2025، يفيد بأن أكثر من 1,000 فلسطيني قتلوا منذ مايو أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، معظم الوفيات ناتجة عن “إجراءات تحذيرية” إسرائيلية تحولت إلى مذابح. الصحيفة اقتبست شهادات ناجين تشبه رواية محمد، حيث يصفون الشاحنات كـ”مصائد موت” بسبب نقص التنسيق والقيود على الحركة.

“سي إن إن” أكدت في تقريرها بتاريخ 23 يوليو 2025 أن غزة تواجه “حرب على الجوع”، مع دخول أقل من 30 شاحنة يومياً عبر زكيم، مقارنة بـ500-600 شاحنة قبل الحرب. التقرير يستند إلى إحصائيات WFP التي تفيد بأن ثلث السكان يذهبون أياماً بدون طعام، و90,000 طفل يعانون سوء تغذية حاد. “واشنطن بوست” وصفت في 24 يوليو 2025 الوضع بأنه “كارثة إنسانية غير مسبوقة”، مع تسجيل 48 وفاة بسبب الجوع في ثلاثة أسابيع، بما في ذلك 28 طفلاً، حسب وزارة الصحة في غزة.

منظمة الصحة العالمية (WHO) سجلت في تقريرها بتاريخ 24 يوليو 2025 ارتفاعاً بنسبة 200% في وفيات الجوع، مع 21 طفلاً توفوا في أسبوع واحد. تقرير IPC يؤكد أن 90% من سكان غزة يعانون نقصاً غذائياً حاداً، و470,000 في مرحلة “المجاعة الكارثية”. “أوكسفام” حذرت من أن “الجوع يُستخدم كسلاح”، مع ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 300-500% في الأسواق السوداء.

طريق زكيم: بين الأمل الكاذب والموت المحتوم

طريق زكيم، الذي فتحته إسرائيل جزئياً في مايو 2025 بعد شهور من الحظر، أصبح رمزاً للمأساة. حسب تقرير OCHA في 16 يوليو 2025، قتل أكثر من 1,000 فلسطيني منذ مايو أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات عبر زكيم، معظم الوفيات ناتجة عن إطلاق نار إسرائيلي أو دهس في الزحام. WFP أفاد بأن دخول المساعدات لا يتجاوز 10% من الحاجة، مع 470,000 شخص يواجهون مجاعة كارثية.

محمد يصف: “مع تقدم الدبابات، ازداد الخوف، ومع قرب الشاحنات، تحولت إلى مذابح”. هذا يتطابق مع تقرير “نيويورك تايمز” الذي وثق مقتل 94 شخصاً في يوم واحد قرب زكيم، معظم الضحايا مدنيين غير مسلحين. “سي إن إن” أكدت أن إسرائيل تسمح بدخول أقل من 30 شاحنة يومياً، مما يفاقم المجاعة التي أدت إلى وفاة 101 شخص، بما في ذلك 80 طفلاً، منذ أكتوبر 2023.

الإحصائيات المرعبة: مجاعة قاهرة تفتك بغزة

الإحصائيات تكشف عمق الكارثة: حسب تقرير WFP في 25 يوليو 2025، يعاني ثلث السكان (أكثر من 700,000 شخص) من نقص غذائي يومي، مع 90,000 طفل وامرأة بحاجة ماسة إلى علاج سوء التغذية. منظمة “أوكسفام” سجلت ارتفاعاً بنسبة 300% في أسعار الغذاء، مع وفيات يومية تصل إلى 15 حالة. WHO أفادت بوفاة 21 طفلاً في أسبوع واحد، وارتفاع بنسبة 200% في الوفيات مقارنة بالأشهر السابقة.

في تقريرها بتاريخ 22 يوليو 2025، وصفت “الغارديان” الوضع بأنه “مجاعة مصطنعة” بسبب الحصار الإسرائيلي، الذي قلص تدفق المساعدات إلى أدنى مستوياته. “واشنطن بوست” أكدت أن 48 وفاة سُجلت في ثلاثة أسابيع، بما في ذلك 28 طفلاً، حسب وزارة الصحة في غزة.

الصحف العالمية تندد: “كارثة غير مسبوقة”

“نيويورك تايمز” وصفت حوادث زكيم بـ”مذابح المساعدات”، مشيرة إلى مقتل 1,000 شخص منذ مايو. “سي إن إن” أكدت أن غزة تواجه “حرب على الجوع”، مع دخول أقل من 30 شاحنة يومياً. “الغارديان” حذرت من “معارك يومية على الطعام”، و”واشنطن بوست” وصفت الوضع بـ”كارثة إنسانية غير مسبوقة”.

الخاتمة: دعوة للعالم لإنهاء المأساة

رحلة محمد إلى زكيم ليست قصة فردية، بل صرخة جماعية لشعب يواجه مجاعة قاهرة.

مع إحصائيات تكشف وفاة 101 شخص من الجوع منذ أكتوبر 2023، و470,000 في خطر الموت، يجب على العالم التحرك فوراً لفتح ممرات آمنة للمساعدات. إن لم يحدث ذلك، فإن غزة ستغرق في بحر من الدمار الإنساني.

فريق التحرير

منصة مستقلة من صحفيين في غزة وسوريا، تنقل الحقيقة كما هي، وتُظهر زوايا مغفلة من قلب الحدث. نرفض التبعية والتضليل، ونلتزم بمهنية تضع المتابع أمام صورة الواقع بلا تجميل ولا انحياز

spot_imgspot_img