أرسل يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، رسالة مباشرة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، في لحظة حاسمة في الصراع المستمر بين إسرائيل وإيران. تحذر الرسالة خامنئي من استمرار سياساته العدائية ضد إسرائيل، مشيرة إلى فشل استراتيجيته العسكرية وشبكة وكلائه، ومقدمة خيارات صعبة لمستقبل إيران. يهدف هذا التقرير إلى تحليل محتوى الرسالة، السياق الذي كُتبت فيه، وتداعياتها المحتملة على إسرائيل وإيران والمنطقة، مع تقديم رؤية متوازنة للقراء العرب.

خلفية الصراع

يعد الصراع بين إسرائيل وإيران من أكثر الصراعات تعقيدًا في الشرق الأوسط، متجذرًا في اختلافات أيديولوجية وجيوسياسية. إيران، بقيادة آية الله روح الله الخميني ثم آية الله علي خامنئي منذ عام 1989، لا تعترف بإسرائيل كدولة شرعية، وتدعم جماعات مثل حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والميليشيات الشيعية في سوريا والعراق، والمعروفة باسم “محور المقاومة”. تهدف هذه الجماعات إلى الضغط على إسرائيل وردعها عن اتخاذ إجراءات عسكرية ضد إيران، خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

استراتيجية إيران، التي تُعرف بـ”حلقة النار”، تسعى إلى محاصرة إسرائيل عبر وكلاء في غزة (حماس)، لبنان (حزب الله)، سوريا، العراق، واليمن (الحوثيون). هذه الاستراتيجية تهدف إلى خلق تهديد متعدد الجبهات، مع تعزيز البرنامج النووي الإيراني لتحقيق الهيمنة الإقليمية. ومع ذلك، تشير الرسالة إلى أن هذه الاستراتيجية انهارت بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية.

الأحداث المؤدية إلى الرسالة

هجوم 7 أكتوبر 2023

في 7 أكتوبر 2023، شنت حماس هجومًا مفاجئًا على إسرائيل، أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين والجنود الإسرائيليين. يزعم غالانت أن هذا الهجوم، المدعوم من إيران بالذخائر والتدريب والتمويل، كان نقطة تحول. بدلاً من إضعاف إسرائيل، أثار الهجوم رد فعل قويًا، عزز عزم إسرائيل على مواجهة التهديدات وفق ما تناوله غالانت في اجتماعاته.

حرب الـ12 يومًا في يونيو 2025

في يونيو 2025، شنت إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، حملة عسكرية استمرت 12 يومًا استهدفت البرنامج النووي الإيراني، وأنظمة الدفاع الجوي، ومرافق إنتاج الصواريخ، وقيادات عسكرية عليا. وفقًا لغالانت، أدت هذه الحملة إلى تدمير كبير لقدرات إيران العسكرية، وتفكيك شبكات وكلائها، بما في ذلك حماس وحزب الله، مما أدى إلى انهيار استراتيجية “حلقة النار”.

محتوى الرسالة

وفقًا لتقارير من مصادر مثل “جيروزاليم بوست” ومنشورات على منصة X، تبدأ رسالة غالانت بتأكيد تفوق إسرائيل الاستخباراتي: “نرى كل شيء، نسمع كل شيء، نحن في كل مكان… بطرق أكثر مما تعتقد، عرفنا عنكم أكثر مما تعرفون عن أنفسكم”. يشير هذا إلى قدرة إسرائيل على مراقبة جداول إيران، مواقعها، واتصالاتها.

يؤكد غالانت أن البرنامج النووي الإيراني لم يعد قابلًا للاستمرار، قائلاً: “حلمكم النووي فشل”. يوضح أن البرامج النووية تتطلب كوادر ومرافق وتنسيقًا، وأن إيران بنت برنامجها في عصر تناظري، بينما تكشف التقنيات الحديثة مثل الأقمار الصناعية والأدوات السيبرانية كل شيء.

يسلط الضوء على انهيار استراتيجية “حلقة النار”، مشيرًا إلى تدمير شبكات وكلاء إيران، بما في ذلك حماس وحزب الله. يقدم خيارات لخامنئي:

1. مواصلة السعي لامتلاك سلاح نووي: يحذر غالانت من أن إسرائيل ستعرف وستحبط ذلك، وستفرض ثمنًا باهظًا.

2. إعادة بناء الوكلاء: يؤكد أن إسرائيل ستدمرهم مجددًا.

3. التفاوض: يقترح التفاوض، لكنه يتطلب تنازلات كبيرة قد تكون غير مقبولة للنظام.

4. التخلي عن الحرب: ينصح خامنئي بالتركيز على رفاهية شعبه، مشيرًا إلى أن الصراع مع إسرائيل ليس في مصلحة إيران.

🟥 تنتهي الرسالة بتحذير صريح: “الآن يجب عليك الاختيار”.

التداعيات على إيران

تشكل الرسالة تحديًا كبيرًا لخامنئي والنظام الإيراني. تسلط الضوء على فشل الاستراتيجية العسكرية وهشاشة البرنامج النووي. الخيارات المقدمة صعبة:

• مواصلة البرنامج النووي: قد يؤدي إلى ضربات عسكرية إضافية من إسرائيل وربما دول أخرى.

• إعادة بناء الوكلاء: يتطلب موارد ووقتًا، مع تأكيد إسرائيل على تدميرهم.

• التفاوض: يتطلب تنازلات قد تهدد النفوذ الإقليمي والشرعية الداخلية.

• التخلي عن الحرب: قد يُنظر إليه كانهزام، مما يثير اضطرابات داخلية.

رد خامنئي على الرسالة سيحدد مسار إيران المستقبلي. الاستمرار في المسار الحالي قد يؤدي إلى عزلة دولية، بينما التفاوض أو التراجع قد يتطلب شجاعة سياسية كبيرة.

التداعيات على إسرائيل

تعكس الرسالة قوة إسرائيل وعزمها. من خلال مخاطبة خامنئي مباشرة، يظهر غالانت أن إسرائيل مستعدة لمواجهة إيران وتدمير مواقعها الحساسة. ومع ذلك، يجب على إسرائيل توخي الحذر، حيث قد يؤدي تصعيد إيران إلى تحديات كبيرة.

التداعيات الإقليمية والدولية

• ردود الفعل الإقليمية: قد ترى دول الخليج، خاصة تلك التي طبّعت العلاقات مع إسرائيل، الرسالة كدليل على قوة إسرائيل وضعف إيران، مما يعزز تحالفاتها.

• دور الولايات المتحدة: كحليف رئيسي لإسرائيل، قد تدفع الرسالة الولايات المتحدة لإعادة تقييم استراتيجيتها تجاه إيران.

• المجتمع الدولي: قد يدعو الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التهدئة، لكن العداء العميق بين إسرائيل وإيران يجعل السلام صعبًا.

تمثل رسالة يوآف غالانت إلى آية الله خامنئي لحظة حاسمة في الصراع الإسرائيلي-الإيراني. تسلط الضوء على فشل استراتيجيات إيران العسكرية وتقدم خيارات صعبة لخامنئي. بينما تعكس الرسالة ثقة إسرائيل، فإنها تؤكد أيضًا تعقيد الوضع. القرارات القادمة ستشكل مستقبل المنطقة، مع تداعيات كبيرة على الاستقرار والأمن.

فريق التحرير

منصة مستقلة من صحفيين في غزة وسوريا، تنقل الحقيقة كما هي، وتُظهر زوايا مغفلة من قلب الحدث. نرفض التبعية والتضليل، ونلتزم بمهنية تضع المتابع أمام صورة الواقع بلا تجميل ولا انحياز