في تحول بارز في السياسة الخارجية الأمريكية، كشف الرئيس دونالد ترامب عن اتفاق جديد مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتزويد أوكرانيا بالأسلحة، حيث ستتولى الولايات المتحدة إرسال الأسلحة إلى الناتو، بينما يقوم الحلف بتسليمها إلى أوكرانيا مع تحمل التكلفة الكاملة. يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه أوكرانيا تصعيداً في الهجمات الروسية، مصحوباً بتعهد ترامب بإصدار “بيان مهم” حول روسيا يوم الإثنين 14 يوليو، مما يثير التكهنات حول الخطوات المقبلة في هذا الصراع المستمر.
تفاصيل الاتفاق الجديد مع الناتو
صرح ترامب في مقابلة مع شبكة NBC الأمريكية يوم الخميس: “نحن نرسل الأسلحة إلى الناتو، والناتو يدفع ثمن هذه الأسلحة بنسبة 100%. الأسلحة تذهب إلى الناتو، ثم يقوم الناتو بتسليمها إلى أوكرانيا”. وأشار إلى أن هذا الاتفاق تم التوصل إليه خلال قمة الناتو الشهر الماضي، مشدداً على أن الأسلحة ستشمل أنظمة دفاع جوي متقدمة مثل صواريخ “باتريوت”.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت مصادر أن ترامب يعتزم استخدام صلاحياته الرئاسية لإرسال حزمة أسلحة مباشرة إلى أوكرانيا بقيمة 300 مليون دولار، تشمل صواريخ دفاعية وأسلحة متوسطة المدى، في خطوة تعكس التزامه المتزايد بدعم كييف [مصدر: web:0].
آلية التنفيذ
وفقاً لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ستُستخدم الأسلحة المتوفرة لدى حلفاء الناتو في أوروبا لتزويد أوكرانيا بشكل أسرع، مع تعويض هذه الدول لاحقاً بشراء أسلحة بديلة من الولايات المتحدة. وقال روبيو: “من الأسرع نقل الأسلحة من ألمانيا إلى أوكرانيا بدلاً من انتظار تصنيعها في أمريكا” [مصدر: web:10].
الجانب المالي: الناتو يتحمل التكلفة
أكد ترامب أن الناتو سيتحمل التكلفة الكاملة للأسلحة، وهي خطوة تهدف إلى تخفيف العبء المالي عن الولايات المتحدة، التي قدمت أكثر من 50 مليار دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا منذ بدء الصراع في 2022. هذا الترتيب يعزز مبدأ المسؤولية المشتركة بين أعضاء الحلف، ويضمن استدامة الدعم لأوكرانيا دون استنزاف الموارد الأمريكية بشكل منفرد [مصدر: web:2].
“بيان مهم” حول روسيا: ماذا ينتظر العالم؟
أعلن ترامب عن نيته إصدار “بيان مهم” حول روسيا يوم الإثنين 14 يوليو، معبراً عن إحباطه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال: “نحن نتلقى الكثير من الهراء من بوتين، إذا أردتم الحقيقة. إنه لطيف معنا، لكن ذلك لا يعني شيئاً”. ورغم غموض التفاصيل، يترقب المجتمع الدولي هذا البيان، الذي قد يكشف عن استراتيجية جديدة للتعامل مع موسكو وسط تصاعد التوترات [مصدر: web:1].
سياق الصراع في أوكرانيا
يستمر النزاع في أوكرانيا منذ الغزو الروسي في فبراير 2022، مخلفاً دماراً واسعاً وخسائر بشرية كبيرة. ومع تزايد الهجمات الروسية، مثل القصف بطائرة مسيرة على مستشفى للولادة في خاركيف، أصبحت الحاجة إلى أنظمة دفاع جوي متطورة أكثر إلحاحاً. وقد طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ10 أنظمة “باتريوت” لحماية المدنيين والبنية التحتية [مصدر: web:14].
تحول في موقف ترامب
يمثل هذا الاتفاق تحولاً جذرياً في سياسة ترامب تجاه أوكرانيا. فبعد تردده السابق، يبدو أن إحباطه من بوتين وعدم تحقيق وعده بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة قد دفعه لتبني موقف أكثر حسماً. هذا التغيير يعكس رغبته في تعزيز الدعم لأوكرانيا مع الحفاظ على دور قيادي للولايات المتحدة في الناتو.
ردود الفعل والتداعيات
لاقى الاتفاق ردود فعل متباينة. ففي الولايات المتحدة، أشاد السيناتور ليندسي غراهام بالخطوة واصفاً إياها بـ”نقطة تحول”، بينما حذر محللون من أن تسليح أوكرانيا عبر الناتو قد يدفع روسيا لتصعيد هجماتها. من جانبها، قللت روسيا من أهمية الاتفاق، حيث قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن تسليم الأسلحة “مجرد عمل تجاري”، مضيفاً أن موسكو تنتظر بيان ترامب باهتمام [مصدر: web:7].
في المقابل، رحب زيلينسكي بالدعم الأمريكي، مشيراً إلى أن الحوار الإيجابي مع ترامب سيعزز قدرات أوكرانيا الدفاعية، وأكد أهمية وصول الأسلحة في الوقت المناسب [مصدر: web:14].
مع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الرابع، يشكل اتفاق الناتو الجديد وبيان ترامب المرتقب حول روسيا لحظة حاسمة. وبينما يترقب العالم الخطوات التالية، يبقى الأمل معلقاً على تحقيق الاستقرار في المنطقة، سواء عبر الدعم العسكري أو المساعي الدبلوماسية. هذه التطورات تؤكد تعقيد الصراع والدور المحوري للولايات المتحدة وحلفائها في مواجهته.
منصة مستقلة من صحفيين في غزة وسوريا، تنقل الحقيقة كما هي، وتُظهر زوايا مغفلة من قلب الحدث. نرفض التبعية والتضليل، ونلتزم بمهنية تضع المتابع أمام صورة الواقع بلا تجميل ولا انحياز
