spot_img

ذات صلة

جمع

دراسة تركية لحماية تركيا: في ضوء الحرب بين إيران وإسرائيل

شهدت منطقة الشرق الأوسط موجة تصعيد بين قوتين إقليميتين،...

سلمان عودة في حوار ناري: مقارنة بين الشرع والأسد وتفنيد اتهامات التحالف مع إسرائيل

في إطار المتابعة الموضوعية للتطورات السياسية في سوريا الجديدة،...

شركة مايكروسوفت في قلب آلة المراقبة والحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين

يكشف تحقيق مشترك نشرته صحيفة الغارديان البريطانية بالتعاون مع مجلة +972 وLocal Call عن...

تحقيق استقصائي: مؤسسة غزة الإنسانية – آلة القتل المُقنعة بقناع المساعدات

يكشف هذا التحقيق الاستقصائي المعمق عن الحقيقة المروعة وراء...

دراسة تركية لحماية تركيا: في ضوء الحرب بين إيران وإسرائيل

شهدت منطقة الشرق الأوسط موجة تصعيد بين قوتين إقليميتين، إيران وإسرائيل، حُدّد مسارها بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة، وهجمات إلكترونية، وضربات استخباراتية.

لخّصت الأكاديمية الوطنية للاستخبارات التركية هذه المواجهة القصيرة في دراسة حملت عنوان “حرب الاثني عشر يوماً والدروس المستفادة لتركيا”، لتقدّم وصفة شاملة لحماية البلاد من تهديدات مماثلة.

الدفاع الجوي… عينك على السماء المنخفضة

أظهرت الوقائع أن معظم الهجمات جاءت على ارتفاعات منخفضة جداً، عبر طائرات مسيرة وصواريخ انزلاقية يستصعب رصدها من بعيد. ولذلك، توصي الدراسة بتعزيز دفاعات الطبقة الدنيا على المقرات الأمنية والمصانع الحساسة. الخطوات العملية هي:

🟥 نشر منظومات “كوركوت” و“حِصار-A+” حول النقاط الحيوية، لوقف الطائرات المسيّرة قبل وصولها.

🟥 التسريع في تجربة أسلحة ليزرية لاعتراض الطائرات الصغيرة، ليكتمل العمل بها بحلول نهاية العقد.

🟥 تجهيز مواقع ثابتة برادارات متطورة وذخائر دقيقة موجهة، لتعزيز ثبات التحصينات.

بهذه الإجراءات، تصبح السماء فوق منشآتك العسكرية والأمنية أقل أمناً للمهاجمين، وأكثر حماية لأمن المواطنين.

معركة الشبكات… حصّن رقميّاً وهاجم استباقياً

بجانب القذائف والطائرات، انضمت الحرب إلى الفضاء السيبراني: تعطيل مواقع حكومية وإرباك أجهزة المراقبة الإيرانية مهد الطريق لضربات دقيقة. اقتراح الدراسة:

🟥 توسعة مراكز “عمليات الأمن السيبراني” لتشمل أكبر عدد من الولايات، وزيادة ميزانية الدفاع الإلكتروني بشكل كبير.

🟥 تطوير فرق هجومية تستطيع شنّ هجمات مضادة بهدف ردع أي خصم يجرؤ على ضرب بنى تركيا التحتية.

🟥 بناء شيفرات وتشفير محلي سيادي، يضمن عدم ثغره أمام أي مخترق خارجي.

نتيجة ذلك أنشط منصات الدولة، وتتحول الخريطة الرقمية التركية من هدف سهل إلى حصن إلكتروني صعب الاختراق.

تجسّس تحت السيطرة… حماية الصناعات الدفاعية

كشفت الحرب كيف يمكن لمعلومات مسربة من داخل شركات صواريخ أو رادارات أن تفضح مواقع حيوية. وتدعو الدراسة إلى:

🟥 إجراء تدقيق أمني منتظم نصف سنوي على كل الشركات التي تتعامل مع تكنولوجيا حساسّة.

🟥 إنشاء هيئة مستقلة لمراقبة هذه الشركات، والتدخّل فوراً عند أي شبهة تسريب.

🟥 تشديد العقوبات على من يفضح أسراراً دفاعية، لتصل إلى السجن طويل الأمد.

هكذا تتحول مصانع الأسلحة التركية من صيد ثمين لجواسيس إلى ثكنات محصنة أمام فضول أي جهة معادية.

تحذير مبكر وملاجئ آمنة… أنقذ حياة المدنيين

تدلّلت دروس طهران على ضعف الإنذارات واعتبارات السعة المحدودة للملاجئ؛ فنصف قدرة الإخلاء تعطّلت. توصيات الدراسة هنا:

🟥 تركيب شبكة سيرينات “إكاس” في كل الولايات، مع صلة مباشرة بأجهزة المخابرات والشرطة.

🟥 تحديث قوانين البناء لتشترط إرفاق ملجأ آمن بكل مبنى حكومي أو جديد.

🟥 تنظيم تدريبات سنوية واسعة النطاق تشمل المدارس والمستشفيات للتأكد من جاهزية المسارات والإنذارات.

بهذه الشروط تصبح كل ركن من المدن التركية جاهزاً لاستقبال الطوارئ، ويستطيع الناس العثور على مأوى بأقل خسائر.

إدارة الأخبار… كيف تتحكم بالدقيقة الأولى

في حرب 2025، خلّفت الشائعات الفضائية على تطبيقات المراسلة حالة هلع بدت أقوى من القذائف نفسها. لذا تقترح الدراسة:

🟥 إنشاء “مركز قيادة معلومات الأزمة” ينسّق بين الاتصالات والداخلية لبث رسائل موحّدة للفئات المختلفة.

🟥 إطلاق قنوات رسمية على الإنترنت قادرة على استيعاب ملايين المتابعين في آنٍ واحد.

🟥 تدريب المتحدثين الرسميين على أساليب إدارة السرد ومتابعة المزاج الرقمي لاحتواء المخاوف.

بهذه الصورة، تتحوّل وسائل التواصل إلى أدوات فعّالة للإعلام الرسمي، فتسبق الشائعة ببيان دقيق قبل أن تنتشر الأقاويل.

من الدفاع الجوي إلى مباني الإنترنت والملاجئ والبيانات، تحدّد الدراسة خمسة مجالات رئيسية تشكّل عماد استراتيجيّة تركيا للأمن في السنوات المقبلة. ليس هدفها إنفاق الأموال فحسب، بل بناء ترابطٍ بين الأجهزة العسكرية والمدنية والإعلامية، على شكل شبكة مترابطة لا يفرّقها أي تهديد هجين. إذا نجحت أنقرة في تطبيق هذه الخطوات، ستصبح جاهزة لاختبارٍ قادم يَعد بأن يكون أقصر مثل “حرب الاثني عشر يوماً”، أو أكثر دمويةً إن لم تحسن الاستعداد.

فريق التحرير

منصة مستقلة من صحفيين في غزة وسوريا، تنقل الحقيقة كما هي، وتُظهر زوايا مغفلة من قلب الحدث. نرفض التبعية والتضليل، ونلتزم بمهنية تضع المتابع أمام صورة الواقع بلا تجميل ولا انحياز

spot_imgspot_img