ترسم «خطة أمريكا للذكاء الاصطناعي الصادرة في 23 يوليو 2025 خريطة طريق من 90 إجراءً تنفيذياً تهدف إلى تكريس الهيمنة الأمريكية على الذكاء الاصطناعي عبر تسريع الابتكار، وبناء البنية التحتية، وقيادة الدبلوماسية والمعايير دولياً. ترتكز الخطة على تخفيف القيود التنظيمية وتوسيع صادرات التكنولوجيا الأمريكية، مع اشتراط «حياد أيديولوجي» في النماذج التي تشتريها الحكومة.
سياق سياسي وتشريعي
🟥 إلغاء الرئيس ترامب للأمر التنفيذي 14110 الذي وقّعه بايدن عام 2023 وأولويته للسلامة والتنظيم، واستبداله بأمر «إزالة الحواجز أمام القيادة الأمريكية في الذكاء الاصطناعي» (23 يناير 2025) والذي كُلّف بإعداد الخطة خلال 180 يوماً.
🟥 الاعتقاد بأن «السباق مع الصين» على التفوّق في الذكاء الاصطناعي مسألة أمن قومي واقتصادي، وهو ما انعكس في تصريحات مستشار البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي ديفيد ساكس.
الركائز الثلاث للخطة
| الركيزة | أهم السياسات | الأمثلة التنفيذية |
|---|---|---|
| تسريع الابتكار | إزالة «الأحمر البيروقراطي» وتحفيز النماذج مفتوحة المصدر والأوزان المفتوحة | صندوق تجريبي للمشتريات الفيدرالية «AI procurement sandbox» لتسريع اعتماد النماذج داخل الوكالات |
| بناء البنية التحتية | تبسيط تراخيص مراكز البيانات ومصانع الرقائق، وتحديث شبكة الطاقة لتلبية الطلب المتزايد | مبادرة لتدريب عمال الكهرباء والتبريد لدعم توسع مراكز البيانات الوطنية |
| القيادة الدولية والأمن | حزم «تصدير الذكاء الاصطناعي الأمريكي» الكاملة للحلفاء، وتشديد ضوابط التصدير أمام الصين | توجيه وزارة التجارة لفرض تدقيق على النماذج الصينية لاحتمال توافقها مع دعاية الحزب الشيوعي |
الأوامر التنفيذية المصاحبة
🟥 تسريع تراخيص البنية التحتية للطاقة ومراكز البيانات – يقرّر تجاوز بعض متطلبات المراجعة البيئية الفيدرالية.
🟥 اشتراط الحياد الأيديولوجي في نماذج اللغة الكبرى المشتراة حكومياً – يُلزِم الموردين بإثبات الخلو من «التحيز الممنهج».
🟥 توسيع الصادرات – توجيه مؤسسة تمويل التنمية (DFC) وبنك التصدير-الاستيراد لتسهيل حزم تكنولوجيا أمريكية شاملة للدول الشريكة.
الأثر الاقتصادي والقطاعي
-
الطاقة والرقائق: تتوقع إدارة ترامب أن تؤدي التسهيلات إلى طفرة في بناء مراكز بيانات ورقائق متقدمة داخل الولايات المتحدة، ما ينعش الطلب على الكهرباء ويخلق وظائف في سلاسل التوريد.
-
سوق العمل: تتضمن الخطة برامج لإعادة تأهيل العمال وتوسيع التعليم المهني لمواكبة التحول الرقمي.
-
الشركات الناشئة: بحكم إزالة القيود التنظيمية وتوسيع المشتريات الحكومية، يُتوقع زيادة فرص التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة في المجال.
مقاربة مقارنة مع أمر بايدن 14110 (2023)
| محور المقارنة | أمر بايدن (14110) أكتوبر 2023 | خطة ترامب يوليو 2025 |
|---|---|---|
| الفلسفة التنظيمية | التركيز على الأمان، الخصوصية، الحقوق المدنية، اختبارات السلامة الإلزامية | تقليل اللوائح لتسريع الابتكار؛ السلامة تُعالج عبر السوق |
| حياد النماذج | متطلبات شفافية وتقارير سلامة عامة | اشتراط حياد أيديولوجي ونزع «التوجّه اليساري» قبل التعاقد الحكومي |
| البيئة والتصاريح | لا تغييرات جوهرية في تراخيص البنية التحتية | تسريع تراخيص مراكز البيانات والطاقة حتى الفحم إذا لزم9 |
| الدبلوماسية | تعاون دولي على معايير السلامة والمسؤولية | تصدير «حزم كاملة» لتعزيز الاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية |
-
قطاع التكنولوجيا: رحبت كبريات الشركات بتبسيط التصاريح وفتح أسواق حكومية جديدة، لكن بعضها تحفّظ على شرط «الحياد الإيديولوجي» لما قد يعنيه من تدقيق سياسي.
-
المجتمع المدني: انتقدت منظمات حقوقية غياب معايير سلامة إلزامية واحتمال تغليب الاعتبارات السياسية على اعتبارات حقوق الإنسان.
-
الولايات: تلوّح الخطة بحجب التمويل الفيدرالي عن الولايات ذات القوانين «المُقيدة للذكاء الاصطناعي»، ما أثار مخاوف من صدامات قانونية اتحادية-محلية قادمة.
تقييم استراتيجي
-
فرص النمو: تخفيف اللوائح وتحفيز الاستثمارات قد يسرّع الأبحاث ويخلق طبقة جديدة من رواد الأعمال والموظفين المهرة.
-
مخاطر التنفيذ: غياب أُطر سلامة صارمة قد يزيد احتمالات الأضرار (معلومات مضللة، تمييز خوارزمي)، وتوسيع مراكز البيانات كثيفة الطاقة يُهدد أهداف المناخ الوطنية.
-
السباق الجيوسياسي: الخطة تعزز «قوة ناعمة تقنية» عبر تصدير النماذج والمعايير الأمريكية، لكنها قد تُصعّد الاحتكاكات التجارية والتكنولوجية مع الصين والاتحاد الأوروبي حول الحوكمة والمعايير.
الأمور التي أغفلتها الخطة:
- معايير السلامة الشاملة:
🟥 التقرير يشير إلى أن الخطة تتجاهل معايير السلامة الإلزامية التي كانت موجودة في أمر بايدن (14110)، مثل اختبارات السلامة والشفافية. لم يُحدد كيف ستُعالج مخاطر الذكاء الاصطناعي (مثل المعلومات المضللة أو التحيزات الخوارزمية) في ظل تركيز الخطة على السوق الحرة.🟥نقاش محتمل: كيف يمكن موازنة تسريع الابتكار مع ضمان السلامة دون لوائح صارمة؟ هل السوق قادر فعلاً على تنظيم نفسه؟
- تفاصيل تطبيق “الحياد الأيديولوجي”:
🟥 الخطة تطالب بـ”حياد أيديولوجي” في النماذج المشتراة حكوميًا، لكنها لا توضح معايير قياس هذا الحياد أو كيفية التحقق منه. هذا قد يفتح الباب لتدقيق سياسي مثير للجدل.🟥 نقاش محتمل: ما الذي يعنيه “الحياد الأيديولوجي” عمليًا؟ هل يمكن أن يؤدي إلى تقييد حرية التعبير أو إضعاف جودة النماذج؟
- الأثر البيئي طويل المدى:
🟥 الخطة تروج لتوسيع مراكز البيانات وتسريع تراخيص الطاقة (بما في ذلك الفحم إذا لزم الأمر)، لكنها لا تتناول التزامات الولايات المتحدة بأهداف المناخ أو كيفية التعامل مع الاستهلاك الهائل للطاقة.🟥 نقاش محتمل: هل يمكن للخطة أن تحقق التوازن بين النمو التكنولوجي والاستدامة البيئية؟ ما هي الحلول الممكنة لتقليل البصمة الكربونية؟
- حقوق الإنسان والخصوصية:
🟥 التقرير يذكر انتقادات منظمات حقوقية بشأن غياب التركيز على حقوق الإنسان والخصوصية، خاصة مع إزالة متطلبات الشفافية التي كانت في أمر بايدن.🟥 نقاش محتمل:كيف يمكن للخطة حماية خصوصية المواطنين في ظل التوسع السريع للذكاء الاصطناعي؟ هل هناك مخاطر من إهمال هذا الجانب؟
- التعاون الدولي خارج الحلفاء:
🟥 الخطة تركز على تصدير التكنولوجيا الأمريكية للحلفاء وتشديد القيود على الصين، لكنها لا تتناول كيفية التعامل مع دول أخرى (مثل الاتحاد الأوروبي) التي لديها نهج تنظيمي مختلف للذكاء الاصطناعي.🟥 نقاش محتمل: كيف يمكن للولايات المتحدة بناء تعاون دولي أوسع دون تصعيد التوترات الجيوسياسية؟
- تأثير الخطة على الولايات المتحدة الداخلية:
🟥 التقرير يشير إلى تهديد بحجب التمويل الفيدرالي عن الولايات ذات القوانين المقيدة للذكاء الاصطناعي، لكنه لا يوضح كيف سيتم التعامل مع الصراعات القانونية المحتملة.🟥 نقاش محتمل: هل يمكن أن يؤدي هذا النهج إلى تقسيم داخلي بين الولايات؟ كيف يمكن إدارة هذه التوترات؟
- التأثير على الشركات الصغيرة طويل الأمد:
🟥 بينما تتحدث الخطة عن دعم الشركات الناشئة عبر تقليل القيود، لا يوجد تفصيل حول كيفية حمايتها من هيمنة الشركات الكبرى في السوق.🟥 نقاش محتمل: هل يمكن للشركات الصغيرة أن تنافس فعلاً في ظل هذا النهج؟ ما نوع الدعم الذي تحتاجه؟
تضع «خطة أمريكا للذكاء الاصطناعي» الولايات المتحدة على مسار تسارعي يهدف إلى تقديم الصناعة والابتكار على التنظيم الوقائي، خلافاً للمقاربة السابقة التي قادها بايدن. نجاح الخطة سيعتمد على قدرة الإدارة على موازنة الطموح التقني مع متطلبات السلامة، إدارة الشبكة الكهربائية، وحماية الحقوق الأساسية للمواطنين، بينما تخوض سباقاً محتدماً على القيادة العالمية في الذكاء الاصطناعي.
- معايير السلامة الشاملة:
