يشهد الشرق الأوسط في عام 2025 تحولات كبيرة في مجال التسلح، حيث تعمل أربع دول رئيسية على تعزيز قدراتها العسكرية من خلال صفقات ضخمة. هذه الصفقات تشمل مفاوضات السعودية لشراء طائرات F-35، تحديث الأسطول البحري المصري بكورفيتات MEKO A-200 وصواريخ Exocet MM40 Block 3C، خيار الإمارات بين منظومة S-400 الروسية أو HQ-9B الصينية، واستلام قطر رادار AN/TPY-2 ونشر نظام THAAD. في هذا التقرير، سنشرح تفاصيل هذه الصفقات، شروطها، وتأثيرها على المنطقة بأسلوب بسيط وواضح.
لماذا 2025 عام مهم؟
الشرق الأوسط منطقة مليئة بالتوترات، والدول فيها تسعى دائمًا لتقوية جيوشها لحماية مصالحها. عام 2025 يبرز كسنة مميزة بسبب هذه الصفقات الأربع الكبيرة التي ستغير توازن القوى. كل صفقة لها أهداف تقنية (مثل تحسين الأسلحة) وسياسية (مثل تعزيز العلاقات مع دول أخرى)، وستؤثر على ما يسمى بـ”معادلة الردع”، أي قدرة الدول على منع أي هجوم ضدها. سنتناول كل صفقة بالتفصيل مع شرح المصطلحات الصعبة.
صفقة F-35 السعودية: طائرات الشبح بـ100 مليار دولار
ما هي الصفقة؟
السعودية تفاوض الولايات المتحدة لشراء ما يصل إلى 100 طائرة مقاتلة من طراز F-35، وهي طائرات متطورة تُعرف بـ”طائرات الشبح” لأنها تستطيع الطيران دون أن تكتشفها الرادارات بسهولة. الصفقة تشمل أيضًا تدريب الطيارين، صيانة الطائرات، والذخائر (مثل الصواريخ والقنابل)، وقد تصل تكلفتها إلى 110 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أكبر الصفقات في التاريخ.
الوضع الحالي
المفاوضات بدأت في مايو 2025، لكنها لم تنته بعد لأن الكونغرس الأمريكي (البرلمان الأمريكي) لم يوافق رسميًا. هناك عقبات مثل ضمان أن تظل إسرائيل الأقوى عسكريًا في المنطقة، وهو ما يسمى التفوق العسكري النوعي (QME). أمريكا تشترط أيضًا ألا تستخدم السعودية هذه الصفقة لتطوير برنامج نووي عسكري.

لماذا هي مهمة؟
لو نجحت الصفقة، ستصبح السعودية ثاني دولة في المنطقة (بعد إسرائيل) تمتلك هذه الطائرات، مما يعزز قوتها الجوية بشكل كبير. لكن أمريكا قد تقدم طائرات F-16 الأقل تطورًا كبديل إذا لم تتفق الطرفان.
تحديث الأسطول المصري: كورفيتات MEKO A-200 وصواريخ Exocet
ما هي الصفقة؟
مصر تعمل على تقوية أسطولها البحري بشراء 4 سفن حربية تُسمى كورفيتات MEKO A-200 من ألمانيا، وتسليحها بصواريخ Exocet MM40 Block 3C من فرنسا. الكورفيت سفينة حربية صغيرة وسريعة تُستخدم لحماية المياه والهجوم. آخر سفينة ستصل في أكتوبر 2025.
-
MEKO A-200: تزن 3700 طن وتصل سرعتها إلى 28 عقدة (حوالي 52 كم/ساعة في البحر). تحمل صواريخ مضادة للطائرات ومدفعًا كبيرًا وطوربيدات (قنابل تحت الماء).
-
Exocet 3C: صواريخ تصل إلى 250 كيلومترًا وتستطيع ضرب السفن أو الأهداف على الشاطئ بمساعدة نظام GPS.
الدوافع
مصر تريد حماية مياهها في البحر المتوسط والبحر الأحمر، خاصة حقول الغاز وخطوط الشحن. كما أنها ستستخدم السفينة الرابعة لبنائها في مصر، مما يساعد على تطوير صناعتها البحرية.

لماذا هي مهمة؟
هذه السفن والصواريخ ستجعل مصر قوة بحرية أقوى، خاصة في مواجهة التحديات مثل التهريب أو النزاعات في المتوسط.
الإمارات بين S-400 وHQ-9B: خيارات الدفاع الجوي
ما هي الصفقة؟
الإمارات تفكر في شراء نظام دفاع جوي بعيد المدى، وأمامها خياران:
-
S-400 (روسيا): يستطيع إسقاط الطائرات والصواريخ من مسافة 400 كيلومتر وارتفاع 30 كيلومترًا.
-
HQ-9B (الصين): مشابه لـ S-400 لكن مداه 260 كيلومترًا، ويستخدمه مصر وإيران.
التحديات
المفاوضات مع روسيا توقفت منذ 2021 بسبب ضغوط أمريكية، لأن أمريكا لا تريد حلفاءها يشترون أسلحة روسية (بسبب قانون يُسمى CAATSA). الصين تقدم خيارًا أرخص وأقل تعقيدًا سياسيًا.

لماذا هي مهمة؟
النظام الذي ستختاره الإمارات سيحميها من الصواريخ والطائرات، وسيؤثر على قرارات دول أخرى مثل البحرين. أمريكا قد تقدم حوافز مثل طائرات F-35 للإمارات إذا اختارت تجنب روسيا والصين.
قطر: درع THAAD ورادار AN/TPY-2
ما هي الصفقة؟
قطر تعزز دفاعها ضد الصواريخ بشراء:
-
رادار AN/TPY-2: يكشف الصواريخ من مسافة تزيد عن 1000 كيلومتر. وصلت أول وحدة في مايو 2025.
-
نظام THAAD: يسقط الصواريخ من مسافة 200 كيلومتر وارتفاع 150 كيلومترًا. الصفقة بـ42 مليار دولار تشمل 12 قاذفة و150 صاروخًا.
التأثير
هذا النظام سيحمي قطر من هجمات صاروخية محتملة، خاصة من إيران. كما أنه يرتبط بشبكة رادارات أمريكية في المنطقة (تركيا، إسرائيل، قطر)، مما يعطي أمريكا صورة واضحة عن أي تهديد.

لماذا هي مهمة؟
قطر ستصبح واحدة من أقوى الدول دفاعيًا في الخليج، مما يعزز علاقتها مع أمريكا ويردع أي هجوم.
التأثيرات على المنطقة
1. القوة الجوية
لو حصلت السعودية على F-35، ستنافس إسرائيل التي تمتلك نفس الطائرة، مما قد يدفع الدول لتطوير أنظمة كشف أفضل.
2. القوة البحرية
مصر ستتحكم أكثر في البحر المتوسط والبحر الأحمر، مما يوازن مع قوة تركيا في المنطقة.
3. الدفاع الجوي
اختيار الإمارات لـ S-400 أو HQ-9B سيضيف طبقة حماية قوية، وقد يشجع دولًا أخرى على شراء أنظمة مشابهة.
4. الدفاع الصاروخي
نظام THAAD في قطر سيجعل من الصعب على أي دولة مهاجمتها، مما يعزز الاستقرار في الخليج.
مستقبل التسلح في المنطقة
-
الطاقة النووية: أمريكا قد تشترط على السعودية قيودًا على برنامجها النووي مقابل F-35.
-
الصناعة المحلية: مصر تخطط لبناء خط لتجميع صواريخ Exocet، مما يعزز صناعتها.
-
دول جديدة: الصين قد تصبح موردًا رئيسيًا إذا تأخرت الصفقات الأمريكية.
هذه الصفقات الأربع ستغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط. السعودية تريد قوة جوية متطورة، مصر تسيطر على البحار، الإمارات تبحث عن دفاع قوي، وقطر تبني حماية صاروخية. النتيجة؟ سباق تسلح جديد يركز على التكنولوجيا المتقدمة مثل الشبح والرادارات. الصين وأوروبا قد يصبحان لاعبين أكبر إذا وضعت أمريكا شروطًا صعبة. إسرائيل ستبقى قوية، لكن تفوقها قد يواجه تحديات إذا انتشرت أسلحة مثل F-35 أو S-400. الدول الصغيرة مثل البحرين وعُمان تراقب الوضع، ربما لتدخل هي الأخرى في هذا السباق قريبًا.
منصة مستقلة من صحفيين في غزة وسوريا، تنقل الحقيقة كما هي، وتُظهر زوايا مغفلة من قلب الحدث. نرفض التبعية والتضليل، ونلتزم بمهنية تضع المتابع أمام صورة الواقع بلا تجميل ولا انحياز