spot_img

ذات صلة

جمع

تحقيق استقصائي: مؤسسة غزة الإنسانية – آلة القتل المُقنعة بقناع المساعدات

يكشف هذا التحقيق الاستقصائي المعمق عن الحقيقة المروعة وراء...

ريتشارد هيوز.. مهندس ميركاتو ليفربول التاريخي

عندما ترى ريتشارد هيوز يصافح المدرب الهولندي آرني سلوت...

متى نصر الله؟ سؤال جوهري في ضوء الأحداث والمجريات الحاصلة في غزة وسوريا

يُطرح في الأوساط الفكرية المعاصرة تساؤل عميق حول علاقة...

الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة: سوريا في مواجهة أعلى الرسوم عالمياً

تشهد السياسة الأميركية تجاه سوريا تناقضاً صارخاً يثير تساؤلات...

برشلونة وتير شتيغن .. الحرب على الأبواب

في عالم كرة القدم، حيث يتداخل الشغف مع الحسابات الدقيقة، جاء قرار مارك أندريه تير شتيجن، حارس مرمى برشلونة، كمفاجأة صادمة حينما أعلن الحارس الألماني عبر حساباته الرسمية أنه سيقدم على عملية جراحية في ظهره، محددًا مدة غيابه بثلاثة أشهر فقط. لكن وراء هذا الإعلان تكمن قصة مليئة بالجدل، قد تكون بمثابة طعنة في ظهر النادي الكتالوني، خاصة في ظل التحديات المالية والفنية التي يواجهها.

قيود الليجا

القصة تبدأ من قوانين الليجا، التي تمنح برشلونة فرصة للتعامل مع الإصابات الطويلة الأمد. وفقًا لهذه القوانين، يمكن للنادي استخدام 80% من راتب اللاعب المصاب لتسجيل بديل، بشرط أن تتجاوز مدة الغياب أربعة أشهر على الأقل، كما حدث سابقًا مع كريستينسن وداني أولمو. لكن تير شتيجن، بإصراره على تحديد غيابه بثلاثة أشهر، يحرم النادي من هذا الخيار. هذا يعني أن برشلونة سيتحمل راتبه الكامل، البالغ حوالي 10 ملايين يورو سنويًا، دون إمكانية تعويضه بلاعب جديد مثل خوان جارسيا، الحارس الواعد الذي كان مرشحًا لقيادة المرمى.

جدل داخلي

الوضع أثار غضبًا داخل النادي، حيث يرى البعض أن تير شتيجن اتخذ هذا القرار بشكل متعمد، خاصة بعد أن أصبح الحارس الثالث في الترتيب خلف جارسيا وفويتشيك تشيزني. تقارير تشير إلى أن الإدارة كانت تخطط لبيعه هذا الصيف لتخفيف العبء المالي، لكن إصابته أعاقت هذه الخطة. بعض المصادر تضيف أن إعلانه لمدة الغياب دون استشارة النادي يعكس رغبته في تعطيل خطط برشلونة، خاصة أن الجهاز الطبي لم يؤكد بعد هذه المدة بدقة، مما يترك المجال مفتوحًا للتكهنات.

ضربة فنية

من الناحية الفنية، يمثل غياب تير شتيجن، الذي كان قائد الفريق، ضربة قاسية. الحارس الألماني، البالغ من العمر 33 عامًا، عانى من إصابات متكررة خلال السنوات الأخيرة، مما أثر على أدائه. عودة جارسيا، الذي يمتلك عقدًا مع إسبانيول، كانت تعتمد على استغلال قاعدة الليجا، لكن قرار تير شتيجن أوقف هذا المسار. الآن، يضطر المدرب هانز فليك للاعتماد على تشيزني كحارس أساسي، وهو ما قد يضيف ضغطًا إضافيًا على الدفاع في بداية الموسم.

أزمة مالية

الجانب المالي يزيد الطين بلة. برشلونة، الذي يعاني من قيود “اللعب المالي النظيف”، كان يأمل في توفير مساحة مالية لتعزيز الفريق. غياب تير شتيجن لأربعة أشهر كان سيمنح النادي حرية لتسجيل لاعبين إضافيين، لكن الثلاثة أشهر تجعل الوضع معقدًا. الإدارة تترقب تقارير اللجنة الطبية المستقلة لدى الليجا، التي قد تعدل المدة بناءً على الوضع الصحي، لكن حتى الآن، يبدو أن تير شتيجن ضحك آخر على النادي.

انقسام جماهيري

الجماهير، بدورها، منقسمة. البعض يرى أن تير شتيجن، بعد سنوات من الخدمة المميزة، يستحق الدعم، بينما يعتقد آخرون أنه يضع مصلحته الشخصية فوق مصلحة الفريق. هناك من يشير إلى أن إصابته قد تكون استغلالًا لضمان بقائه حتى نهاية عقده في 2028، خاصة مع شائعات رحيله إلى أندية مثل مانشستر سيتي. تصريحاته العاطفية عن فخره بالنادي لم تخفف الغضب، بل زادت من الشكوك حول نواياه.

مفترق طرق

في النهاية، يواجه برشلونة أزمة أكبر من مجرد غياب حارس. إداريًا، يجب على النادي إيجاد حلول سريعة لتعزيز الفريق دون خرق القوانين المالية. فنيًا، يحتاج فليك إلى خطة بديلة لضمان استقرار المرمى. أما تير شتيجن، فقد يكون وقف عند مفترق طرق، حيث قد يفقد شارة القيادة أو حتى ثقة جماهيره إذا ثبت أن قراره كان متعمدًا. القادم من هذه القصة قد يعيد تعريف علاقة اللاعب بفريقه، وسط انتظار نتائج العملية التي قد تحدد مصير الجميع في كامب نو هذا الموسم.

محمد حمتو

مدير المحور الرياضي في منصة الواقع العربي، أقود التغطية الرياضية بمهنية عالية، وبنسّق المحتوى الرياضي ليواكب الأحداث والمستجدات بأسلوب تحليلي يجذب القارئ العربي.

spot_imgspot_img