تتصاعد التكهنات حول إطلاق نموذج OpenAI المقبل GPT-5. أدت التسريبات عن ملف التكوين الذي يحمل اسم “GPT-5 Reasoning Alpha” بتاريخ 13 يوليو 2025 إلى إثارة حماس واسع في مجتمع الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد تأكيد الباحث Alexander Wei من OpenAI بأن “GPT-5 قادم قريباً”.
في الوقت ذاته، حقق النموذج التجريبي مستوى ذهبياً في أولمبياد الرياضيات الدولي 2025، بحلّه 5 من أصل 6 مسائل ضمن ظروف مسابقة رسمية، ما يبرز قفزة نوعية في التفكير الإبداعي المستمر لدى الذكاء الاصطناعي.
تسريبات “GPT-5 Reasoning Alpha” ومستقبل القدرات المنطقية
كشفت تسريبات عبر منصة X عن وجود ملف تكوين يحمل اسم “gpt-5-reasoning-alpha-2025-07-13”، مما يعني أن OpenAI تدفع بالنموذج نحو اختبارات نهائية تركز على القدرات المنطقية المتقدمة. هذا الإصدار يُتوقع أن يوحد قدرات:
🟥 الاستدلال المتسلسل (chain-of-thought reasoning) مضمّناً داخل النموذج.
🟥 المعالجات المتعددة الوسائط، بما في ذلك النصوص والصور والصوت وربما الفيديو.
🟥 نافذة سياق هائلة قد تتجاوز 100,000 رمز، ما يسمح بفهم نصوص طويلة ومعقدة.
🟥 تقنيات تقليل الهلوسة عبر موازنة التعلم المعزز بالتغذية الراجعة البشرية مع الضبط الدقيق أثناء الاختبار.
من خلال هذا الإصدار، يهدف OpenAI إلى سد الثغرات التي ظلت تؤثر على الدقة المنطقية في النماذج السابقة، مثل GPT-4 وGPT-4.5. ويعكس تأكيد Alexander Wei بأن GPT-5 “قادم قريباً” الدرجة العالية من الثقة بالتقدم التقني الذي أحرزته الشركة2.
إنجاز تاريخي: ميدالية ذهبية في أولمبياد الرياضيات الدولي
أبرز الأدلة على قوتين التفكير الجديدة هو تحقيق النموذج التجريبي لمستوى (Gold Medal) في المسابقة الأبرز عالمياً للرياضيات، أولمبياد الرياضيات الدولي 2025. فقد حل النموذج 5 مسائل من أصل 6 تحت نفس ظروف الامتحان البشري: جلستان مدة كل منهما 4.5 ساعات، بدون أي أدوات أو إنترنت، مع كتابة البرهان الكامل باللغة الطبيعية. لاقى الأداء تصديقاً من ثلاثة ميداليين دوليين سابقين.
أوضح OpenAI الباحث Alexander Wei أن النموذج سجل 35 نقطة من أصل 42، وهو ما يكفي لنيل ميدالية ذهبية، مبيّناً أن هذا الإنجاز يأتي بعد مراحل متتالية من التقدم في معايير الأداء:
🟥 GSM8K (≈0.1 دقيقة للإنسان)
يشير اختصار GSM8K إلى مجموعة بيانات “Grade School Math 8K”، وهي تضم حوالي 8 500 مسألة حسابية لفظية في مستوى المرحلة الإعدادية والثانوية المبكرة. تصمم المشاكل لتتطلب من 2 إلى 8 خطوات حسابية بسيطة ومتسلسلة (جمع، طرح، ضرب، قسمة)، مما يجعل النموذج يحتاج إلى استدلال متعدد الخطوات.
الزمن البشري المقدر للحل: حوالي 0.1 دقيقة (6 ثوانٍ) لكل مسألة، نظراً لبساطة وصغر حجمها
🟥 MATH Benchmark (≈1 دقيقة)
هو معيار “Mathematics Assessment of Textual Heuristics” ويحتوي على نحو 12 500 مسألة تنافسية تغطي مجالات من الجبر والهندسة والتفاضل والتكامل والمنطق الرياضي. تتراوح المسائل من straightforward إلى معقدة نسبياً، وتتطلب خطوات منطقية أعمق وتحليل رمزي.
الزمن البشري المقدر للحل: حوالي 1 دقيقة لكل مسألة، نظراً لتنوع مستوياتها واحتياجها إلى تفكير تنافسي متوسط.
🟥 AIME (≈10 دقائق)
“American Invitational Mathematics Examination” هي مسابقة أمريكية تضم 15 سؤالاً قصيراً (integer-answer) في ثلاث ساعات، مخصصة للمتسابقين من أفضل 5% من مستوى المدرسة الثانوية. الأسئلة تشمل مواضيع متقدمة نسبيّاً مثل نظرية الأعداد والتوافقيات. لا يُسمح بالآلات الحاسبة، والوقت المخصص يفرض ضغطاً زمنياً.
الزمن البشري المقدر للحل: حوالي 10 دقائق لكل سؤال، لحجم التعقيد وصعوبة المسائل وتعدد المواضيع.
🟥 IMO (≈100 دقائق)
“International Mathematical Olympiad” هي أرقى مسابقة رياضيات لطلاب ما قبل الجامعة، تتكون من 6 مسائل إثباتية تُحلّ على مدار يومين (3 مسائل في كل يوم، مدة كل جلسة 4.5 ساعات). المسائل تتطلب استدلالاً بديعاً وحججاً رياضية متسلسلة.
الزمن البشري المقدر للحل: حوالي 100 دقيقة (حوالي ساعة و40 دقيقة) لكل مسألة، نظراً لعمقها وصعوبتها القصوى.
بهذه الطريقة، تعكس الأرقام أمام كل معيار الصعوبة المتصاعدة وزمن الحل التقريبي الذي يحتاجه المنافس البشري المتوسط، مما يوفر مرجعية لفهم مدى التقدم الذي تحرزه نماذج الذكاء الاصطناعي في محاكاة واستيعاب قدرات التفكير الرياضي البشري.
يُعد هذا التطور مؤشرًا واضحًا على تقدم الذكاء الاصطناعي نحو القدرات البشرية في التفكير المنطقي والإبداعي، وتجاوز تحديات كانت تُعتبر صعبة حتى بالنسبة لألمع الباحثين.
ما الجديد في GPT-5 مقارنة بالإصدارات السابقة؟
🟥 استدلال مُضمّن: دمج أساليب “سلسلة التفكير” دون الحاجة لاستخدام نماذج وسيطة.
🟥 سياق موسّع: نافذة سياق ضخمة تتيح معالجة نصوص طويلة ومستندات كاملة دون فقدان الاتساق.
🟥 تقليل الهلوسة: تعزيز المصداقية بإدماج ضوابط داخلية تعزز استجابة النموذج بناء على إثباتات منطقية.
🟥 تعدد الوسائط الحقيقي: القدرة على معالجة النصوص والصور والصوت وربما الفيديو ضمن سياق واحد موحد.
🟥 سرعات استجابة فائقة: تحسينات في البنية التحتية الحسابية تقلص زمن الاستدلال وتُحسّن تجربة المستخدم.
التحديات المستقبلية ومسار الإطلاق
رغم هذه المكاسب، يواجه GPT-5 عدة تحديات:
🟥 ضمان السلامة والأمان: اختبارات مكثفة لضمان عدم إساءة الاستخدام أو حدوث تحيّزات.
🟥 إدارة الموارد: الحاجة إلى بنية تحتية قوية لمعالجة سياق ضخم وتقنيات متعددة الوسائط بالتوازي.
🟥 التكامل مع المنتجات: ضمان انتقال سلس من مرحلة البحث إلى خدمات ChatGPT وخدمات المؤسسات.
يُتوقع أن يمر GPT-5 بمراحل تجريبية داخلية مدعومة باختبارات شاملة قبل إصداره للعامة. وبحسب التسريبات، قد نراه متاحاً في الخريف 2025، مع إطلاق تدريجي لمزاياه الأساسية ثم توسيع قدراته المنطقية المتقدمة في تحديثات لاحقة.
تأثير الإطلاق على صناعة الذكاء الاصطناعي
سيشكّل GPT-5 نقلة نوعية في مجالات عدة:
🟥 التعليم والأبحاث: دعم حلول تعليمية ذكية ومتخصصة في مجالات مثل الرياضيات والفيزياء.
🟥 الرعاية الصحية: فهم تقارير طبية طويلة وتوليد ملخصات دقيقة للمختصين.
🟥 الأعمال المالية: تحليل مستندات قانونية وتقارير اقتصادية معقدة دون تدخل بشري مكثف.
🟥 التسويق والإعلام: إنشاء محتوى طويل ومفهوم بسلاسة عالية، مع الحفاظ على الجودة والدقة.
بهذا، يترقب العالم الإطلاق الرسمي لـGPT-5 باعتباره المرحلة التي ينتقل فيها الذكاء الاصطناعي من مساعد بسيط إلى شريك فكري قادر على التفكير الإبداعي والتحليلي كالعقل البشري.
