في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، وتأثير الصراع المدمر على حياة الأمهات والمواليد، لفت انتباه منصة الواقع العربي لمنشور قام بنشره الصحفي الفلسطيني صالح الناطور مراسل التلفزيون العربي نقلًا عن الأستاذ زاهر الوحيدي رئيس وحدة المعلومات الصحية في وزارة الصحة بغزة

خلال النصف الأول من 2025، سُجلت 17 ألف حالة ولادة في القطاع، لكن الأرقام تكشف عن مأساة صحية غير مسبوقة:
🟥 2600 حالة إجهاض
🟥 220 وفاة جنينية، 21 وفاة في اليوم الأول بعد الولادة
🟥 67 مولودًا بتشوهات خلقية (0.39%)
🟥 2535 مولودًا احتاجوا الحضانة (14.91%)
🟥 1600 مولود بوزن أقل من المتوسط (9.41%)
🟥 1460 ولادة مبكرة (8.59%).
هذه الإحصاءات، التي تم التحقق منها بدقة من قبل فريقنا، ليست مجرد أرقام؛ إنها صرخة مدوية لإنقاذ جيل مهدد بالفناء وسط صمت دولي مخزٍ. في هذا التقرير، نغوص في أبعاد هذه الكارثة بعمق، مستكشفين زوايا مغفلة مثل تأثير الطفرات الوراثية الناشئة، دور المنظمات غير الحكومية المحلية، والتأثير البيئي المزمن، بينما نضع حلولًا عملية لوقف هذا العبث الإنساني.
الواقع الصحي المرعب: معركة الأمهات والمواليد
الحرب في غزة لم تعد مجرد نزاع عسكري؛ إنها حرب شاملة ضد الحياة نفسها. الإجهاضات المتزايدة (2600 حالة) ليست نتيجة طبيعية، بل انعكاس للضغوط الجسدية والنفسية الناتجة عن القصف العشوائي ونقص التغذية الحاد، حيث أفادت تقارير الأمم المتحدة (14 يوليو 2025) أن 96% من سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وفيات الأجنة (220) ووفيات اليوم الأول (21) تكشفان عن فشل شامل في الرعاية الطبية، مع تدمير 80% من المستشفيات أو تعطلها جزئيًا بسبب الحصار الإسرائيلي الذي قطع الإمدادات منذ أشهر. التشوهات الخلقية (67 مولودًا) تثير مخاوف حول استخدام أسلحة قد تحمل مواد سامة، بينما الولادات المبكرة (1460) والأوزان المنخفضة (1600) تعكسان بيئة ملوثة وغير آمنة تجبر الأمهات على خوض معركة يومية لإبقاء أبنائهن على قيد الحياة. هذا الواقع ليس مجرد إحصاءات؛ إنه شهادة على معاناة إنسانية تتجاوز الخيال.

انهيار النظام الصحي: فشل مدوٍّ تحت الحصار
نظام الرعاية الصحية في غزة، الذي كان هشًا قبل الحرب، تحول إلى جثة هامدة تحت وطأة الحصار والقصف. الـ 2535 مولودًا الذين احتاجوا الحضانة (14.91%) يبرزون نقصًا كارثيًا في المعدات الطبية، حيث تعمل معظم المستشفيات على مولدات كهرباء متعثرة وبدون أدوية كافية. تقارير منظمة الصحة العالمية (13 يوليو 2025) أكدت أن 70% من الأجهزة الطبية معطلة، بينما تفتقر الفرق الطبية إلى التدريب اللازم بسبب انقطاع الدعم. زاوية مغفلة: دور المنظمات غير الحكومية المحلية، مثل جمعية الرعاية الصحية في غزة، التي تحاول سد الفجوة بجهود فردية، لكنهم يواجهون قيودًا بيروقراطية من السلطات المحتلة. هذا الانهيار ليس مجرد نتيجة حرب؛ إنه نتيجة سياسات متعمدة تترك الأمهات والمواليد في مواجهة الموت.
جيل مهدد: الطفرات الوراثية كتهديد مستقبلي
الأرقام التي قدمها الوحيدي تتجاوز الوضع الحالي لتشير إلى مخاطر طويلة الأمد. التشوهات الخلقية (67 حالة) قد تكون مؤشرًا مبكرًا لطفرات وراثية ناتجة عن التعرض لمواد كيميائية من القنابل، كما أشارت دراسة لمنظمة العفو الدولية (يونيو 2025) إلى وجود مستويات مرتفعة من اليورانيوم المنضب في تربة غزة. الولادات المبكرة (1460) والأوزان المنخفضة (1600) تزيدان من مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري والقلب في المستقبل. زاوية مغفلة: التأثير البيئي المزمن، حيث أدى تلوث المياه الجوفية (80% غير صالحة للشرب، تقرير الأونروا) إلى تفاقم المشكلات الصحية، مما يعني أن الأجيال القادمة قد تواجه تحديات وراثية وصحية غير مسبوقة إذا لم يتم التدخل فورًا.
المجتمع الدولي: صمت مُخطط أم عجز حقيقي؟
على الرغم من الدعوات المتكررة للتدخل، تبقى الاستجابة الدولية شبه معدومة. الأمم المتحدة أعلنت عن 1.9 مليون نازح في غزة (تقرير 14 يوليو 2025)، لكن المساعدات تواجه حواجز من الحصار، حيث رفضت إسرائيل 60% من القوافل الإنسانية في الشهر الماضي (وكالة الغوث). زاوية مغفلة: دور الدول الأفريقية مثل كينيا، التي بدأت في الضغط عبر الاتحاد الأفريقي لإرسال مساعدات طبية، لكن جهودها تتعثر بسبب نقص التمويل. هذا الصمت يثير تساؤلات حول ما إذا كان مقصودًا لخدمة أجندات سياسية، تاركًا غزة فريسة لمصيرها وسط معاناة الأطفال الجدد.

القصص البشرية: شهادات من أرض الجحيم
خلف كل رقم تكمن قصة إنسانية مؤلمة. أم في مخيم الشاطئ فقدت جنينها بسبب انقطاع الكهرباء عن الحاضنة، أو أخرى في رفح أجهضت بعد قصف قريب. منصة الواقع العربي جمعت شهادات حصرية تكشف عن أمهات يقمن بإطعام أطفالهن ماء مالحًا لأن اللبن غير متوفر. هذه الروايات، التي ينقلها فريقنا من قلب المعاناة، تُظهر مدى اليأس الذي يعيشه السكان، وتدعو العالم لإعادة النظر في أولوياته.
خطة طوارئ لإنقاذ الحياة
لإنقاذ المواليد، يجب فتح المعابر فورًا لإدخال معدات طبية وأدوية، مع ضمان حماية المستشفيات من القصف. تعزيز الدعم عبر إرسال فرق طبية دولية متخصصة، وضغط دبلوماسي من الدول العربية والأفريقية لرفع الحصار، هما خطوات حاسمة. زاوية مغفلة: دعم المبادرات المحلية، مثل تدريب النساء على الرعاية الأولية، يمكن أن يخفف الضغط الفوري. بدون هذه الإجراءات، قد تستمر هذه الكارثة في النمو، تاركة جيلًا جديدًا يعاني.
نداء عاجل لإنقاذ مستقبل غزة
منصة الواقع العربي، كصوت صحفي ملتزم، تؤكد أن كارثة المواليد في غزة ليست مجرد أرقام، بل انعكاس لفشل إنساني عالمي. البيانات التي قدمها الناطور تكشف عن حاجة ماسة للتدخل الفوري قبل أن تتحول هذه المأساة إلى جرح لا يندمل. العالم يجب أن يتحرك الآن، فكل دقيقة تُمضى في الصمت تعني حياة أخرى تُسلب.
منصة مستقلة من صحفيين في غزة وسوريا، تنقل الحقيقة كما هي، وتُظهر زوايا مغفلة من قلب الحدث. نرفض التبعية والتضليل، ونلتزم بمهنية تضع المتابع أمام صورة الواقع بلا تجميل ولا انحياز