تعيش صناعة الطيران مرحلة تحوّل غير مسبوقة، إذ يجتمع الضغط البيئي مع تقدّم البطاريات والهيدروجين ليُطلق سباقاً نحو طائرات خالية من الانبعاثات. في 30 يونيو 2025 كشفت تقارير عن إنجاز لافت: طائرة Joby JAI 30 بلا طيّار قطعت 9 ساعات تحليق متواصل فوق ولاية أوريغون باستخدام خلايا وقود هيدروجينية سائلة، وهو زمن تحليق قياسي لطائرة بهذا الحجم
Exclusive from @hntrbrkmedia: Joby’s ($JOBY) new long-range hydrogen-powered UAV has broken cover in eastern Oregon.
The large UAV, registered as the JAI 30, has already completed at least one H2-powered flight, where it remained airborne for over 9 hours. pic.twitter.com/0T4xqdBf8y
— OSINTtechnical (@Osinttechnical) July 11, 2025
من هي Joby Aviation؟
- المقر: سانتا كروز، كاليفورنيا.
- النشاط الرئيسي: تصميم طائرات eVTOL كهربائية للإقلاع والهبوط العمودي، مع خطط لإطلاق خدمة تاكسي جوي بحلول 2025.
- الاستحواذات التقنية:
- شراء H2FLY الألمانية (متخصصة بالهيدروجين) في 2021.
- استحواذ على قسم Xwing للقيادة الذاتية في 2024.
- عقود حكومية: شراكة مع سلاح الجو الأمريكي بقيمة 131 مليون دولار عبر برنامج AFWERX Agility Prime.
تسعى Joby لدمج البطاريات للرحلات الحضرية القصيرة والهيدروجين للرحلات الإقليمية الطويلة، مما يجعلها رائدة في تطوير تقنيات متكاملة.
تفاصيل رحلة JAI 30 الهيدروجينية لمدة 9 ساعات
- موقع الاختبار: شرق أوريغون (14,000 ميل²).
- مواصفات أولية:
- نوع الرفع: جناح ثابت بذيل على شكل V.
- نظام الطاقة: خلايا وقود هيدروجينية سائلة مع بطارية مساعدة.
- زمن التحليق: 9 ساعات متواصلة.
- الوزن: أكبر بعشر مرات من طائرة AVIC الصينية.
- المحركات: مروحتان على الذيل.
- الاستخدام: مراقبة، شحن خفيف، اتصالات طوارئ.
- ظروف التحليق: إقلاع الساعة 06:12 صباحًا بمسار دائري منخفض، مع تتبع قصير عبر ADS-B (حُذف لاحقًا بناءً على طلب Joby).
أهمية الإنجاز
- كثافة طاقة أعلى: طاقة الهيدروجين تفوق البطاريات بـ100 مرة لكل كيلوغرام.
- حمولة أكبر: تصميم “ضخم” يدعم حساسات وشحنات ثقيلة.
- سوق مزدوج: يستهدف القوات الجوية (مدى أبعد في المحيط الهادئ) وبرنامج AFWERX للأنظمة الهجينة.
لماذا الهيدروجين؟ المزايا والتحديات
المزايا:
- انعدام انبعاثات CO₂ (بخار ماء فقط).
- كثافة طاقة 2.5 ضعف الكيروسين و100 ضعف بطاريات الليثيوم.
- إعادة تزويد سريعة مقارنة بالشحن.
التحديات:
- تخزين LH₂ عند -253°C: يتطلب خزانات معزولة.
- تكلفة الهيدروجين الأخضر: مرتفعة حاليًا.
- البنية التحتية: غياب نقاط تزويد آمنة.
- الأمان: مخاطر التسريب.
مقارنة مع رحلات هيدروجينية أخرى
- JAI 30 (Joby): 9 ساعات، وزن كبير.
- HY4 Demo (H2FLY/Joby): 3 ساعات، طائرة مأهولة.
- JAS4 eVTOL (Joby): 523 ميل (4.8 ساعات)، أول رحلة عمودية.
- AVIC Drone (الصين): 30 ساعة، وزن 50 كغ.
الاستنتاج: تفوق Joby بحجم الطائرة وتطبيقات تكتيكية ثقيلة.
دور البنية التحتية
- Pendleton UAS Range: 7,000 عملية في 2021، متوقع 20,000 سنويًا.
- AFWERX Agility Prime: دعم بـ160 مليون دولار لتقنيات هجينة.
- DARPA SHEPARD: تطوير طائرات استطلاع هجينة.
التحديات المستقبلية
- سلاسل التبريد: مواد مركبة وخزانات مزدوجة لمنع التسريب.
- إدارة المياه: نظام تبديد حراري لتجنب تجميد البخار.
- الضجيج: عزل الاهتزازات من المضخات المبردة.
تطبيقات محتملة
- مراقبة بيئية: حرائق الغابات ومناطق حدودية.
- شحن فوري: طرود طبية لـ700-1000 كم.
- اتصالات عسكرية: بروج خلوي عائم.
- استطلاع بحري: تكامل مع رادارات Inras.
خارطة طريق Joby
- 2023: تسليم eVTOL لقاعدة Edwards.
- 2024: دمج قيادة ذاتية من Xwing.
- 2025: تاكسي جوي في أمريكا ودبي.
- 2026-2028: طائرات ركاب صغيرة بالهيدروجين.
- 2030+: أسطول غير مأهول طويل المدى.
أسئلة شائعة
- الأمان؟ نعم، مع أجهزة استشعار فورية.
- طائرة ركاب؟ تجريبية قبل 2030، تجارية بعد 2035.
- الهيدروجين السائل vs الضغط؟ السائل أكثر كثافة بـ3 مرات.
رحلة Joby JAI 30 ذات التسع ساعات تمثّل علامة فارقة في سباق الطيران الهيدروجيني؛ فهي تكشف عن إمكانات واقعية لتسيير طائرات كبيرة بلا طيار بمدى يقارب بعض الطائرات المأهولة التقليدية، لكن دون كربون يُذكر.
التحالفات الذكيّة (H2FLY للهيدروجين، Xwing للقيادة الذاتية، عقود AFWERX للدعم العسكري) تمنح الشركة موقعاً تنافسياً يصعّب اللحاق به. ومع ارتفاع الاستثمار العالمي في الهيدروجين الأخضر، قد يصبح التزود بالوقود أنظف وأرخص، ما يضاعف جدوى هذه الطائرات في الشحن، المراقبة، وربما نقل الركّاب مستقبلاً.
في العالم العربي، حيث المسافات واسعة والطقس مشمس (مصدر وفير للطاقة المتجددة)، يمكن للهيدروجين أن يحوّل السماء إلى “خط سريع” أخضر يربط المدن والمواقع الصناعية بخطوط طيران غير مأهولة على مدار الساعة. التحدي الآن هو تكوين بيئة تنظيمية مرنة وبنية تحتية متكاملة تسمح بتجارب طيران مبكرة، تمهيداً لعصر سفر جوي نظيف طويل المدى. بهذا، تصبح رحلة Joby خطوة أولى نحو مستقبل يُحلِّق فيه الابتكار والبيئة جنباً إلى جنب.
منصة مستقلة من صحفيين في غزة وسوريا، تنقل الحقيقة كما هي، وتُظهر زوايا مغفلة من قلب الحدث. نرفض التبعية والتضليل، ونلتزم بمهنية تضع المتابع أمام صورة الواقع بلا تجميل ولا انحياز