spot_imgspot_img

تعرف على صواريخ خورمشهر الباليستية و”خورمشهر 5″ الجديد

تُعد إيران واحدة من الدول الرائدة في تطوير الصواريخ الباليستية، حيث تمتلك ترسانة صاروخية تُعتبر الأكبر والأكثر تنوعًا في الشرق الأوسط. من بين هذه الصواريخ، تبرز سلسلة “خورمشهر”، التي سميت على اسم مدينة خورمشهر الإيرانية، والتي شهدت معارك شرسة خلال حرب إيران والعراق في الثمانينيات. تُشكل هذه الصواريخ جزءًا أساسيًا من استراتيجية إيران العسكرية للردع الإقليمي، مع القدرة على استهداف مواقع استراتيجية في المنطقة. في الآونة الأخيرة، ظهرت ادعاءات غير رسمية حول تطوير صاروخ جديد يُدعى “خورمشهر 5″، يُزعم أنه يمتلك قدرات استثنائية. في هذا المقال، سنستعرض تاريخ وتطور صواريخ خورمشهر، ومواصفاتها الفنية، ودورها الاستراتيجي، مع تحليل الادعاءات حول “خورمشهر 5” ومدى مصداقيتها.

تاريخ وتطور صواريخ خورمشهر

بدأت إيران تطوير صواريخ خورمشهر في عام 2017، عندما أجرت أول اختبار للصاروخ الأول في هذه السلسلة. يُعتقد أن هذه الصواريخ مستوحاة من تصميم الصاروخ الكوري الشمالي “موسودان” (BM-25)، الذي يعود بدوره إلى تصميمات سوفيتية قديمة مثل صاروخ R-27 (SS-N-6). تم تطوير هذه الصواريخ بواسطة منظمة الصناعات الجوية الإيرانية (AIO)، وتُشغلها قوات الحرس الثوري الإيراني (IRGC). تم الكشف عن الصاروخ الأول خلال عرض عسكري في طهران في سبتمبر 2017، بمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين لحرب إيران والعراق.

خورمشهر 4
خورمشهر 4

منذ ذلك الحين، طورت إيران عدة نسخ من صواريخ خورمشهر، وهي:

🟥 خورمشهر-1: النسخة الأولى، التي أُطلقت تجريبيًا في يناير 2017. يبلغ مداها 2,000 كم، وتحمل رأسًا حربيًا يزن 1,800 كجم.

🟥 خورمشهر-2: تم تقديمها في عام 2019، مع رأس حربي أخف وزنًا، مما زاد المدى إلى حوالي 3,000 كم. هذه النسخة تتميز بقدرات توجيه محسنة.

🟥 خورمشهر-3: لم تُكشف تفاصيل كثيرة عن هذه النسخة، ويُعتقد أنها مرحلة انتقالية لم يتم الإعلان عنها رسميًا.

🟥 خورمشهر-4 (كيبار): تم الكشف عنها في مايو 2023، بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لتحرير خورمشهر. تتميز بمدى 2,000 كم، ورأس حربي يزن 1,500 كجم، مع دقة عالية (هامش خطأ 30 مترًا) وقدرة على التحايل على أنظمة الدفاع الجوي.

تمثل هذه النسخ تطورًا مستمرًا في قدرات إيران الصاروخية، مع التركيز على تحسين الدقة والقدرة على حمل رؤوس حربية متعددة (MIRV).

المواصفات الفنية

تتميز صواريخ خورمشهر بمواصفات تجعلها من بين أقوى الصواريخ في الترسانة الإيرانية. فيما يلي جدول يوضح المواصفات الأساسية للنسخ المختلفة:

الصاروخ

النوع

المدى

الحمولة

الطول

القطر

وزن الإطلاق

ملاحظات

خورمشهر-1

باليستي متوسط المدى، وقود سائل

2,000 كم

حتى 1,800 كجم

13 م

1.5 م

~20,000 كجم

مستمد من موسودان الكوري الشمالي، قادر على حمل رؤوس حربية متعددة.

خورمشهر-2

باليستي متوسط المدى، وقود سائل

3,000 كم

1,500-1,800 كجم

13 م

1.5 م

~20,000 كجم

رأس حربي أخف، مدى ممتد، دقة محسنة.

خورمشهر-4 (كيبار)

باليستي متوسط المدى، موجه بدقة

2,000 كم

1,500 كجم

13 م

1.5 م

~20,000 كجم

دقة عالية (هامش خطأ 30 م)، وقت تحضير أقل من 15 دقيقة، مقاوم للحرب الإلكترونية.

تفاصيل إضافية:

  • نوع الوقود: تستخدم صواريخ خورمشهر وقودًا سائلًا (محرك 4D10)، مما يتيح حمل رؤوس حربية ثقيلة، لكنه يتطلب وقت تحضير أطول مقارنة بالصواريخ ذات الوقود الصلب.

  • السرعة: تصل إلى 16 ماخ خارج الغلاف الجوي و8 ماخ داخله.

  • نظام التوجيه: تتميز النسخة الرابعة بنظام توجيه متقدم يسمح بالمناورة خارج الغلاف الجوي، مما يجعلها أكثر مقاومة للحرب الإلكترونية.

  • منصة الإطلاق: منصات متنقلة، مما يزيد من مرونة الاستخدام.

الدور الاستراتيجي

تلعب صواريخ خورمشهر دورًا حاسمًا في استراتيجية إيران العسكرية، حيث تُعزز قدراتها على الردع الإقليمي. يتيح مداها الذي يصل إلى 3,000 كم استهداف مواقع استراتيجية في دول مثل إسرائيل، السعودية، مصر، وأعضاء حلف الناتو مثل رومانيا وبلغاريا واليونان إذا أُطلقت من غرب إيران. وقد استخدمت إيران هذه الصواريخ في هجمات ضد إسرائيل في يونيو 2025، بما في ذلك استخدام رؤوس حربية متفجرة متعددة (cluster munitions) التي تحتوي على قنابل صغيرة تنتشر على نطاق واسع.

تُظهر هذه الصواريخ التزام إيران بتحسين دقة وفتك أسلحتها، مع التركيز على القدرة على اختراق الدفاعات الجوية المتقدمة مثل نظام “ديفيد سلينغ” الإسرائيلي وصواريخ “باتريوت” الأمريكية. كما أنها تُستخدم كأداة للردع ضد التهديدات الخارجية، خاصة في ظل التوترات المستمرة مع إسرائيل والولايات المتحدة.

ادعاءات حول “خورمشهر 5”

تشير تقارير غير رسمية، ظهرت على منصات التواصل الاجتماعي، إلى أن إيران تستعد لتجربة صاروخ باليستي ثقيل من طراز “خورمشهر 5″، بمواصفات استثنائية تشمل:

  • مدى الصاروخ: 12,000 كم

  • الرأس الحربي: يزن 2 طن، مع قدرة على اختراق التحصينات

  • القوة التدميرية: تفوق القنبلة الأمريكية GBU-57 MOP، التي تُلقى من طائرات الشبح B-2

  • التأثير الاستراتيجي: يُزعم أن هذا الصاروخ ينقل الردع من الجو إلى عمق الأرض، مما يُشكل تغييرًا خطيرًا في ميزان القوى

ومع ذلك، بعد البحث في مصادر موثوقة مثل ويكيبيديا، ومواقع التحليل العسكري مثل Army Technology وMissile Threat، وتقارير إخبارية من وكالات مثل رويترز وتسنيم، لم يتم العثور على أي دليل يؤكد وجود صاروخ “خورمشهر 5”. جميع المصادر تُشير إلى أن أحدث نسخة هي “خورمشهر-4” (كيبار)، التي تم الكشف عنها في مايو 2023.

تحليل الادعاءات

  • المدى المزعوم (12,000 كم): صاروخ بهذا المدى يُصنف كصاروخ باليستي عابر للقارات (ICBM)، وهو نوع من الصواريخ التي تتطلب تقنيات متقدمة للغاية، بما في ذلك أنظمة التوجيه الدقيقة، والمحركات القوية، والقدرة على تحمل إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي. حاليًا، تمتلك دول مثل الولايات المتحدة، روسيا، الصين، وكوريا الشمالية صواريخ ICBM، لكن إيران لم تُظهر بعد امتلاكها لهذه القدرات. تقارير استخباراتية تشير إلى أن إيران قد تكون قادرة على تطوير صاروخ ICBM بحلول عام 2035، لكن ليس في الوقت الحالي.

  • الرأس الحربي (2 طن): بينما يمكن لصواريخ خورمشهر الحالية حمل رؤوس حربية تصل إلى 1,800 كجم، فإن زيادة الوزن إلى 2 طن مع مدى 12,000 كم تتطلب تقنيات متقدمة لم تُظهر إيران امتلاكها بعد.

  • مقارنة مع GBU-57 MOP: القنبلة الأمريكية GBU-57 MOP هي قنبلة موجهة تُستخدم لتدمير التحصينات العميقة، وتُلقى من طائرات B-2 الشبحية. تتميز بوزن يتجاوز 13,600 كجم وقدرة على اختراق ما يصل إلى 60 مترًا من الخرسانة المسلحة. الادعاء بأن صاروخ “خورمشهر 5” يتجاوز قوتها التدميرية يفتقر إلى الدعم، حيث لا توجد بيانات تقنية تؤكد وجود صاروخ إيراني بهذه القدرات.

  • مصدر الادعاءات: الادعاءات حول “خورمشهر 5” ظهرت في منشورات على منصات التواصل الاجتماعي، لكنها لم تُدعم بتقارير رسمية من وكالات الأنباء الإيرانية مثل تسنيم أو وكالات دولية مثل رويترز. هذا يشير إلى أن هذه المعلومات قد تكون غير دقيقة أو مبالغ فيها.

الاختبارات الأخيرة

في يوليو 2025، أجرت إيران اختبارًا لصاروخ حامل للأقمار الصناعية (SLV) يُدعى “قاصد”، وهو ليس صاروخًا باليستيًا. هذه الاختبارات قد تُستخدم لتطوير تقنيات متعلقة بالصواريخ الباليستية، لكنها لا تُشير إلى وجود صاروخ باليستي بعيد المدى مثل “خورمشهر 5”.

صواريخ خورمشهر هي جزء حيوي من الترسانة الصاروخية الإيرانية، مع نسخ متطورة مثل “خورمشهر-4” (كيبار) التي توفر قدرات هجومية متقدمة ودقة عالية. ومع ذلك، لا توجد أدلة موثوقة تؤكد وجود صاروخ “خورمشهر 5” بمدى 12,000 كم أو قدرات تفوق القنبلة الأمريكية GBU-57 MOP. يجب التعامل مع مثل هذه الادعاءات بحذر، والاعتماد على مصادر موثوقة مثل التقارير العسكرية والإخبارية الرسمية لفهم القدرات الحقيقية لإيران الصاروخية. تظل صواريخ خورمشهر أداة قوية للردع الإقليمي، لكن الادعاءات حول صاروخ عابر للقارات تبقى غير مدعومة في الوقت الحالي.

إسماعيل مقبل

صحفي فلسطيني من غزة – كاتب بالشأن السياسي والعسكري بمنصة الواقع العربي، كما أملك خبرات بالتصميم الفني والإبداعي

إسماعيل مقبل
إسماعيل مقبل
صحفي فلسطيني من غزة - كاتب بالشأن السياسي والعسكري بمنصة الواقع العربي، كما أملك خبرات بالتصميم الفني والإبداعي
spot_imgspot_img

Get in Touch

1,620,481المشجعينمثل
1,876أتباعتابع
5,163أتباعتابع
spot_img

Latest Posts