spot_img

ذات صلة

جمع

تحقيق استقصائي: مؤسسة غزة الإنسانية – آلة القتل المُقنعة بقناع المساعدات

يكشف هذا التحقيق الاستقصائي المعمق عن الحقيقة المروعة وراء...

ريتشارد هيوز.. مهندس ميركاتو ليفربول التاريخي

عندما ترى ريتشارد هيوز يصافح المدرب الهولندي آرني سلوت...

متى نصر الله؟ سؤال جوهري في ضوء الأحداث والمجريات الحاصلة في غزة وسوريا

يُطرح في الأوساط الفكرية المعاصرة تساؤل عميق حول علاقة...

الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة: سوريا في مواجهة أعلى الرسوم عالمياً

تشهد السياسة الأميركية تجاه سوريا تناقضاً صارخاً يثير تساؤلات...

انتقال “القميص الأسطوري” رقم 10 في ريال مدريد إلى كيليان مبابي: رمزية وتاريخ وإرث عظيم

تسلم كيليان مبابي القميص رقم 10 في ريال مدريد بعد رحيل لوكا مودريتش إلى إيه سي ميلان، في خطوة تُعدّ تتويجاً لمسيرته الاستثنائية وامتداداً لإرث حمله عظماء سابقون مثل فيرنك بوشكاش، لويس فيغو، زين الدين زيدان، وماسُت أوزيل. يمنح هذا الاختيار مبابي منزلة خاصة داخل أسوار النادي الملكي، ويعدّ إشارة واضحة إلى مركزه كلاعب المحور الإبداعي وزعامة الفريق الفنية والتجارية.

خلفية رقم 10 في ريال مدريد: من الأسطورة إلى الأسطورة

القميص رقم 10 في ريال مدريد ليس رقماً عادياً، بل رمزٌ ثقيل الأثقال يحمله “صُنّاع اللعب” وقادة الملعب. عبر التاريخ الحديث للنادي، ارتدى الرقم 10 لاعبان حازا إعجاب الجماهير والنقاد:

  • فيرينك بوشكاش (1958–1966): المهاجم المجري الذي تألق بتسجيله 242 هدفاً في 262 مباراة، وهو أحد مهندسي “المعجزة البيضاء” للريال في الستينيات.

  • لويس فيغو (2000–2005): جناح البرتغال الذي قاد ريال مدريد للفوز بلقب دوري الأبطال 2002–03 بعد انتقاله المثير من برشلونة، وأسهم في توسع العلامة التجارية للنادي.

  • زين الدين زيدان (2001–2006): النجم الفرنسي الذي جمع بين الإبداع الفني والقدرة على قيادة الفريق إلى أمجاد قارية، إذ سجل هدف الفوز في نهائي دوري الأبطال 2002 ضد باير ليفركوزن.

  • مسعود أوزيل (2010–2013): صانع الألعاب الألماني الذي أبرز إمكانيات الريال في الضغط العالي والتمرير الدقيق، مُساهماً في تتويج الفريق بلقب الدوري الإسباني 2011–12 تحت قيادة مورينيو.

  • لوكا مودريتش (2017–2025): قائد خط الوسط الكرواتي الذي توّج بالكرة الذهبية عام 2018، وحمل الرقم 10 بعد رحيل خاميس رودريغيز، مكملًا قصة الأبطال عبر ستة ألقاب لدوري الأبطال ضمن 13 موسمًا ناجحًا مع الفريق الملكي.

يرتكز الرقم 10 على فكرة “صانع اللعب” القادر على قراءة مجريات المباريات وصناعة الفرص الفاصلة. اعتُبر الأزياءُ والتاريخُ المُرتبط به دليلاً على أن من يتحمل هذا القميص عليه الحفاظ على مستوى فني وقيادي عالٍ، مع تقديم الأداء الأكثر جاذبية وإبداعاً.

رحيل لوكا مودريتش وفتح الباب أمام مبابي

أنهى مودريتش عقده مع ريال مدريد في صيف 2025، بعد 13 عاماً في النادي، حصد خلالها 28 لقبًا رسميًا، بينها أربعة ألقاب في الليغا وستة في دوري أبطال أوروبا، فضلاً عن الكرة الذهبية عام 2018. بانضمامه إلى إيه سي ميلان بعقد موسمي مع خيار التمديد لموسم إضافي، تحرر القميص رقم 10 للموسم المقبل، ما أثار التساؤلات حول من سيُمنح هذا الشرف التاريخي.

أعلن النادي في 23 يوليو 2025 أن كيليان مبابي سيلتحق رسمياً بركب “رقميي العشرة” بعد توقيع عقد انتقال حر قادماً من باريس سان جيرمان. اختار مبابي ارتداء القميص رقم 10 تماشياً مع رقمه الوطني مع منتخب فرنسا، بعد أن حمل الرقم 9 في موسمه الأول بقميص الريال وحصد لقب الهداف الأوروبي برصيد 44 هدفاً في 59 مباراة.

دوافع الاختيار وأبعاده الفنية والتجارية

البُعد الفني

  • موقعه كلاعب صانع لعب: رغم أنّ مبابي يلعب غالباً في مركز الجناح أو رأس الحربة، فإنّ قدرته على المراوغة وصناعة الأهداف تؤهله لتقمص دور “رقم 10” التاريخي في الملعب.

  • الخبرة القيادية: مبابي قاد منتخب فرنسا إلى نهائي كأس الأمم الأوروبية وحقق لقب كأس العالم 2018، مما يؤكد جدارته بحمل القميص الذي يرمز إلى القيادة.

البُعد التسويقي والتجاري

  • قيمة العلامة التجارية: أطلق مبابي علامته التجارية “KM10” بفضل الرقم 10 الذي حمله مع منتخب بلاده. بارتدائه القميص ذاته في الريال، يتوقع النادي زيادة في مبيعات القمصان والعائدات التجارية، لا سيما في السوقين الفرنسي والإنجليزي5.

  • جذب الشركاء والرعاة: الرقم 10 يرفع من مكانة اللاعب كشخصية فريدة وجاذبة للإعلانات والرعاية، ما يُسهم في تحقيق دخل إضافي للنادي خلال الموسم.

ردود الأفعال والتعليقات

داخل القلعة البيضاء

  • وصف رئيس ريال مدريد الرقم 10 بأنه “مخصص للاعب استثنائي”، وأضاف: “نحن سعداء بأن يرتديه مبابي، الذي أثبت بالفعل مكانته الأسطورية”.

  • أشاد زيدان – حامل الرقم 5 في وقته – بقدرة مبابي على حمل إرث الأساطير، مؤكداً في مقابلة مع ESPN: “مبابي أثبت أنه الأحق بهذا القميص بفضل مواهبه وإنجازاته”.

على الساحة الإعلامية

  • استقلالياً وصحفياً، اعتبر The Daily Telegraph أن انتقال مبابي إلى الرقم 10 “يشكل نقطة تحول في تاريخ الريال الحديث، إذ يعكس ثقة الإدارة بقدراته الفنية والتسويقية”.

  • في منتديات مشجعي النادي وعلى منصات التواصل، تصدرت هاشتاغات #Mbappe10 و#KingOf10 قائمة الأكثر تداولاً مساء إعلان القميص.

عبر وسائل التواصل الاجتماعي

  • نشر مبابي عبر “إكس” (تويتر سابقاً) تغريدة بسيطة تضم الرقم “10” بصورته مع قميص الريال، مما حصد أكثر من 5 ملايين إعجاب خلال ساعات.

  • أعرب مودريتش في حسابه عن تمنياته لمبابي بـ”حمل القميص بروح الالتزام والإبداع”، مضيفاً: “كان شرفاً لي أن أحمله طوال السنوات الماضية”.

مقارنة تاريخية ببطلان سابقين

اللاعب الفترة الإنجازات الرئيسية
فيرينك بوشكاش 1958–1966 5 ألقاب دوري الأبطال، هداف الدوري الإسباني ثلاث مرات
لويس فيغو 2000–2005 لقب دوري الأبطال 2003، دفعة تجارية كبيرة للنادي
زين الدين زيدان 2001–2006 لقب دوري الأبطال 2002 بهدف خرافي، الكرة الذهبية 1998
مسعود أوزيل 2010–2013 25 تمريرة حاسمة في موسم 2011–12، لقب الليغا مع مورينيو
لوكا مودريتش 2017–2025 جائزة الكرة الذهبية 2018، 6 ألقاب دوري الأبطال، 4 ألقاب في الليغا
كيليان مبابي –2025 44 هدفًا في موسمه الأول، أول دوري أوروبي في تاريخه

التحديات والتوقعات للموسم المقبل

  • يتوقع أن يعزز مبابي من قوة هجوم ريال مدريد، خاصة بجانبه فينيسيوس جونيور (القميص رقم 7)، في ظل ما يُعدُّ “أقوى ثنائي هجومي” في أوروبا.

  • سيُلقى على عاتقه مسؤولية صناعة الفارق في المباريات الكبرى، إذ يتطلب القميص 10 قيادة فنية وتنظيمية لخطورة إلى جانب تسجيل الأهداف.

  • ستراقب الجماهير والأندية المنافسة بحذر مدى تأثير الرقم 10 على أداء مبابي ومدى قدرته على تقديم مستويات ثابتة بمقارنة بسيّدات الرقم من قبله.

نجح ريال مدريد في اختيار “الوارث” المناسب للقميص الأسطوري رقم 10 بإسناده إلى كيليان مبابي، الذي أثبت نفسه في موسمه الافتتاحي بقواميس الأرقام القياسية والأهداف. يحمل هذا الرقم عبءَ التاريخ والإرث الأسطوري، ويُتوقع أن يسهم في ترسيخ اسم مبابي بين عظماء النادي، سواء على الصعيد الفني أو التجاري. مع بداية موسم 2025–26، سيُنظر إلى مبابي كرائد للفريق الملكي الجديد، الذي عليه أن يملأ الفراغ الذي تركه مودريتش بأسلوبه وسحره، تماماً كما فعل أسلافه العظام قبل أكثر من ستة عقود.

فريق التحرير

منصة مستقلة من صحفيين في غزة وسوريا، تنقل الحقيقة كما هي، وتُظهر زوايا مغفلة من قلب الحدث. نرفض التبعية والتضليل، ونلتزم بمهنية تضع المتابع أمام صورة الواقع بلا تجميل ولا انحياز

spot_imgspot_img